(ثورة الجياع)

حينما تشتد الأزمة ويشتد الحصار على شعب من الشعوب في مختلف مناحي الحياة، فإن غضب الامة ينفجر على الطغاة ولا يستطيع أحداً أن يوقفه، فهو كالسيل الجارف يأخذ كل ما يجد في طريقه دون رحمة، وسوف تتساقط كل الرموز الفاسدة مثل اوراق الخريف ويعود الحق الضائع والمسلوب إلى أهله، وهنا تشرق شمس الحرية على الجياع الذين أحرقوا منابع الاستبداد والظلم والى غير رجعة.

بدمائهم قد روي الوطن واستعادوا حقوقهم المفقودة من براثن الطغاة الذي لا يحترمون الشعوب ولا حقوق الشعوب في تقرير المصير، فالحياة طبيعتها هكذا ومن الصعب أن يُخلد الظالم على هذا الكون مهما كثر المزعبقين له في هذه الأمة ليلاً نهاراً ولأنه صار يمتلك الإمكانيات الكبيرة لإقامة جهاز اعلامي كبير يخدم مصلحته الشخصية وبقائه على قمة الهرم السلطوي، ولكن يمكن القول أن إرادة الشعوب لا تُقهر وان الشعوب كفيله بتحقيق مطالبها وفرض إرادتها التواقة إلى الحرية والاستقلال واستعادة حقوقها المسلوبة.

مهما طال الزمن او قصر فالشعوب هي القوة الفولاذية الصلبة الكفيلة بتغيير الأوضاع وميازين القوى، مهما عملت  تلك الشلة المتسلطة على تجنيد العملاء لخدمتها فإنهم سوف يتركونها ويهربوا إلى خارج البلاد كالفئران، وهنا لابد من القول إنه عندما تنتفض الشعوب بوجه الطغاة بثورة عارمة سوف ينتهي الظلم وينتهي التسلط والاستبداد وينتهي الفساد وتسقط رموز الفساد التي لا تخدم إرادة الشعوب ويأتي العدل والمساواة والنظام والقانون ويتم استعادة الحقوق المنهوبة لأصحابها وتتحقق العدالة الاجتماعية بين أفراد الشعب.

هذا كله متى يأتي؟ سيأتي عندما تنفجر ثورة الجياع وثورة الغضب الجنوبي والذي من المتوقع أن تحصل خلال الأشهر القادمة من هذا العام، ومهما حشد الأعداء أو وطنوا من رعاياهم في ارضنا الحبيبة فإنهم فاشلون ولن تنجح امنياتهم ولن تثمر أهدافهم لان غضب الشعب لن يترك لهم راحة البال.

سوف يسقطون واحداً تلو الآخر وتنتهي سياستهم تحت أقدام الجياع المحرومين من حقوقهم المشروعة، وهي السياسة التي يستخدمها الأعداء لشراء ذمم أبناء هذا الشعب، على أبناء الجنوب أن يدركوا تماماً هذا الخطر القادم نحوهم وان يتصدوا له بكل بسالة وشجاعة وعلى أبناء الجنوب المغرر بهم أن يعودوا إلى بين إخوانهم فالوطن يتسع للجميع فالاعداء فقط يستخدمونكم لتحقيق أهداف معينة وسوف يتم التخلي عنكم ويرمونكم في براميل القمامة.

لن يأتي النصر الا بإشعال ثورة شعبية (ثورة الجياع) ضد رموز الفساد والاستبداد
للحديث بقية