آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-05:58ص

أفول النور وخفوت الابتسامة الصادقة

الأربعاء - 20 أكتوبر 2021 - الساعة 12:44 م

علي ثابت التأمي
بقلم: علي ثابت التأمي
- ارشيف الكاتب


إنَّ رحيل الوالد العقيد محمد سالم حمصي التأمي هو خفوت الابتسامة الصادقة، ورحيل الحب الصادق والنفس المرحة الّتي لم تعرف التذمّر أو التشاءم يومًا.

لقد عاش حياته ببساطة الشرفاء وصفاء الأوفياء، فكان قريبًا إلى القلوب أليف حبيبًا، تجده بابتسامته الجميلة التي لاتفارق محياه رغم الكدر والتهميش الّذي يطاله والشرفاء في وطني المجروح.

لقد كان عنوان للأمل وأيقونة للعطاء والتفائل ما أن تجده إلا تغيّرت نظرتك للحياة البئيسة الشاحبة في وطن الأزمات ويحذوك الأمل من كل جانب.. كان العم محمد أنيق الشكل جميل الطباع فارسًا مغوار وكريمًا نبيلا.

لقد سطّر مع رفقاء النضال أعظم المواقف البطولية في ميادين الوغى، وظل ثابت المبدأ مؤمن بحق تقرير المصير ونيل الاستقلال، فالحديث عن تاريخه النضالي كبير فالعمر لايُساعد والمفردات لا تنصف؛ ولكني ذهبت والكلمات إلى المواقف النبيلة والأخلاق الحميدة التي شاهدتها في ذلك الراحل النبيل الّذي ملأ موطنه وقريته (الرباط) خصوصا حبًّا ووفاءً فُحق لها أن تبكيه مدى الدهر.

لقد تغلب على المرض المميت في بدايته فتجده يصارعه بكل عنفوان فكيف للّفارس الشهم أن يغلب ولصاحب الابتسامة الدائمة أن ييأس ويتذمّر، لكن المرض كان فتّاكًا غادرًا لا يختار إلا الشرفاء فنقل إلى مصر العروبة للعلاج مِن نفقة أبنائه الّذين كانوا هم الوطن في وقت غياب الوطن بين ويلات الحروب ومخازن المسؤولين.

فُحقَّ لذلك الرجل البسيط المتسامح أبناءً كأبنائه بِراً وطاعة، فحدقات الأعين قليلة عليه ولكن الموت كان أقوى من المحبة وأسرع من البِر وكأنه يقول لقد أحببناه كحبكم وكنّا أقرب إليه منكم.. فرحل العم الحبيب تاركًا خلفه إرثًا نضاليًا ومبادئ إخلاقية وقيم أنسانية لا تمحى مدى الدهر، وبنين ذو نخوة يشار اليهم بالبنان نخوة وخُلقا.

فرحمك الله عمي الحبيب أيها الراحل عنّا جسدا الساكن في أرواحنا حبًّا وسماحة وأسكنك فسيح جناته مع الشهداء والصديقين.