آخر تحديث :السبت-21 سبتمبر 2024-10:38م

المحتالون لا يزالون في قبضة العولقي

الثلاثاء - 19 أكتوبر 2021 - الساعة 10:20 م
همام عبدالرحمن باعباد

بقلم: همام عبدالرحمن باعباد
- ارشيف الكاتب


يتحدث التاريخ عن رواية البؤساء لفيكتور هيجو، ولا ينسى المعذبون في الأرض لطه حسين، ولا يمكن بأي حال أن يتجاهل الحرافيش لنجيب محفوظ ولا الثائر الأحمر لعلي أحمد باكثير.

ونحن لدينا أديب لا تزال روايته الموسومة ب (المحتالون) حبيسة دفتره الذي لم يقم أحد من المهتمين بالتكفل بطباعته وإيصاله إلى أيدي القراء ولم يقم بالمهمة أحد ممن تناط بهم مهمة نشر الإبداعات وتكريم المبدعين، ولئن فعل هذا أو ذاك فهو ليس نادما؛ لأنه سيجد فيه ما يستحق البذل والعطاء، وسأترك المؤلف ليتحدث عن روايته فيقول: "المحتالون.. إنها رواية عن بطولة معينة، فيها الكثير من القصص الشاهدة على أن بداية عصر الثمانينيات كان عصر اللصوصية، سترون في نهاية الرواية (ربما تكون في جزأين) كيف تدار لعبة كرة القدم في ظل تجارة الشركات، وهذه الرواية هي بداية لسلسلة في الأدب الرياضي وسوف تتمحور حول الوجه الآخر لبطولات كأس العالم، ستكون مفاجأة للجميع، فأنا هنا أول من يؤسس للأدب الرياضي، والتجربة تحتاج إلى صبر وإلى دار نشر تستوعب مثل هذه الأعمال النادرة".

والرواية كما وصفها هي سباقة لما سيأتي بعدها ويقتفي أثرها، وتؤسس للأدب الرياضي في بلادنا والذي يحمل العملاق العولقي راية ريادته بكل جدارة، وبالطبع ستكون حافلة بدرر القول وجمال الوصف وروعة السرد، وكيف لا يكون ذلك وهو أديب متعدد المواهب واسع الأفق يتلهف القراء لقراءة كتاباته والاستمتاع بما يأتي في تحليلاته، وتلك مكانة لا ينالها كل من دخل في بلاط صاحبة الجلالة فالمتطفلين والأدعياء ومتصنعي الحسن لن ينالوا هذه الحظوة؛ لأن الإبداع والعبقرية والفن تحكمها موهبة وهي بذلك أكبر من أن يستطيع بني البشر صناعتها وإنتاجها.

محمد العولقي لن تستطيع كلماتي القليلة أن تعطيه شيئا من حقه فهو أكبر وأعظم من أن أقوم بهذه المهمة وأنا الذي لا يزال يقتفي أثر المحاولة تلو المحاولة في عالم الكتابة.

وكم تتشرف أي جهة حكومية أو شعبية أن تقوم بطباعة نتاجات النجم/ محمد العولقي، وله حق على وطنه حكومة وشعبا كيف لا وهو من شرف الوطن ومثله خير تمثيل عندما حقق الميدالية الذهبية لأفضل مقالة في كأس الخليج المقامة في الرياض عام 2014م (خليجي 22) معوضا التعثر المستمر للمنتخب الوطني وحفاظه على المركز الأخير وكأنه متمم لعدد إحدى مجموعتي بطولة كأس الخليج بنظام (1+3).

ألا يستحق الأبطال أن ينالوا التكريم؟! إذا كانت الإجابة نعم، فلماذا لا يكرم العولقي بأن تطبع مؤلفاته ليستفيد منها الجميع، وهو مدرسة صحفية وعملاق من عمالقة الصحافة المحلية والدولية، ولا ننتظر أن يطلب منا تكريمه أو طباعة مؤلفاته فهو لن يفعل ذلك، ولا أتمنى أن يظل كتابه مخطوطا أو أن يتم تبني طباعته عندما لا يكون الكاتب في حاجة لذلك؛ فكل شيء له حلاوته وكما يقول المثل الدارج: (كل شي في وقته زين).

بقيت إشارة في ختام هذه الخاطرة متعلقة بالسوبر العولقي، فمن لا يعرف عمن نتكلم أتركه ليقرأ هذه النبذة القصيرة عنه، هو محمد علي العولقي من أبناء مدينة لودر التابعة لمحافظة أبين الواقعة جنوب اليمن، عاشق لمادتي الرياضيات والفيزياء، وقبل ذلك طالب متفوق يحوز على المرتبة الأولى بين أقرانه، ارتبط بالرياضة من جهتين، ارتباط بالمادة الرياضية المدرسية التي لا يشعر  بجمالها إلا من عشقها وخبر فك شفراتها ورموزها، وارتبط العولقي بالرياضة التي هي في الملاعب والساحات ويجد فيها الفقراء متنفسا لهم رغم تنغيصات بعض الأغنياء الذين بلغ بهم الجشع إلى أن جاؤوا بالتشفير وهو نوع من الاحتكار فانقسم المتابعون إلى فصيلين: فصيل يتابع ويدفع وفريق لا يستطيع الدفع، فكان عاقبة أمره أن يتابع القنوات الأجنبية الناقلة للفعاليات الرياضية محروما من أصوات المعلقين العرب، له عمود أسبوعي في موقع (توووفه) العماني كما إنه من كتاب مجلة النادي الأهلي المصري، ويكتب في صحيفة الأيام العدنية، كما تدرج في صحيفة الرياضة (صوت الرياضيين والشباب في اليمن) ليرتقي إلى مرتبة مدير التحرير، حاصل على الميدالية الذهبية في مسابقة أفضل مقالة تكتب عن فعاليات كأس الخليج المقامة في السعودية (خليجي 22) عن مقالته الموسومة (خلي بالك من أعصابك) التي وجدت طريقها للقراء عبر صحيفة الأيام كبرى الصحف اليمنية وبعلامة كاملة 100% ولا عجب؛ لأن  الكاتب الداخل للمسابقة هو ذاته الطالب المتفوق الحائز على أعلى الدرجات، ويكفي شهادة على براعة هذا الكاتب وتألقه ما قال الأستاذ/ سعد بن محمد الرميحي - رئيس تحرير مجلة الصقر القطرية - للكاتب العولقي معلقا على هذه المقالة: "إنها أول مقالة بلا نقاط ضعف، لقد نالت مقالتك الدرجة النهائية لاكتمال أركانها، وهذا لن يتكرر مستقبلا في بقية المسابقات"، كما حاز على عدد من الجوائز؛ إذ فاز بجائزة أفضل محلل تلفزيوني في استفتاء وكالة الأنباء اليمنية سبأ، ومن نفس الجهة نال لقب أفضل كاتب صحفي يمني، وفي استفتاء صحيفة 17 يوليو فاز بلقب أفضل كاتب و محلل رياضي، كما نال لقب ثالث أفضل كاتب عربي عن طريق مجلة الصقر، ونال الكثير من الجوائز الفردية خارجيا: بينها درع صحيفة الشروق، بالإضافة إلى تكريم خاص من الفضائية اليمنية، ومن فضائية تلفزيون عدن، وإذاعة عدن.