آخر تحديث :الخميس-18 أبريل 2024-12:28م

ما لكم غير الله

الثلاثاء - 19 أكتوبر 2021 - الساعة 07:21 م

عبدالقادر زين بن جرادي
بقلم: عبدالقادر زين بن جرادي
- ارشيف الكاتب


 
إيها الناس :-
ذهب الرخاء ، ونزل البلاء ، وتفشي الوباء ، وزاد الغلاء ، وحل القضاء ، وكثرة الفتن ، وأنتشرت الفاحشة والبغضاء .
قل الإيمان في القلوب فذهبت الأخلاق وكثر الهراء وإتباع الهوى .
فأنتزعة الإمانة وقل الوفاء وزاد الجفاء .
فما هذه إلا نزغات الشياطين وأفعال البشر بالإبتعاد عن الله وإتباع خطوات الشيطان .
قال جل في علاه في سورة الزخرف
( وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ (76) .
وقال الرحمن الرحيم في سورة الأعراف ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ ٱلْقُرَىٰٓ ءَامَنُواْ وَٱتَّقَوْاْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَٰتٍۢ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَٰهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ (٦٩ )
فلا حاكم أتمن وزهد وأتقى ولا حليفٌ نصح وأتقى .
ذهبت هيبة الحاكم بذهاب الأخلاق والعدالة .
وازداد التاجر طمع وجشع وأرتشى المسؤول وسخر الثروات لملذاته ولأولاده وجعلوا من الدولة غنيمة ومن المسئولية مكسب وفيد وسطوة وبطش كبيرهم وصغيرهم .
فأما من كان له نفوذ فشجع وأستثمر وأما من كان ذو قوة فبسط ونهب وسلب .
كل ذلك يتم امام مرأى العيون والعالم يشهد والتحالف يعلم بعد أن شتتوا الناس وشرذموهم وزرعوا الأحقاد والفتن وكممت افواه دعاة السلام والسلم والصلاح وشيع على الأكتاف دعاة الوعد والوعيد والحرب والدمار وتسلق على دماء الشهداء والأبرياء هواة المناصب وتجار الدماء وصعد إلى مقاليد الحكم والقيادة جهلة القوم من رعاع الناس وأتبعهم من هم على شاكلتهم محبون الشخوص ومروجي أفكار الهدم وناشري الإشاعات والمرجفون والمتثيقفون والمتفيقهون وذات الطبل والمزمار والداعون إلى غير ذي الشوكة الذي لا يهمهم صراخ الجائعين وحال الفقراء والارامل واليتامى والثكالا والإياماء .
فاصبحنا في وطن لا أمن فيه ولا أمان ولا أستقرار ولا نماء ولا راتب ولا خدمات لا عملة فيه مستقرة ولا وضع لها حل وحد ولا رقابة على المواد والأسعار ولا قيمة فيه للإنسان سواء أنه كبش فداء ووقود لحرب يتصارع فيها الأقوياء والمستقوين من أجل مناصب وأمتلاك قرار وإستيلاء على ثروات وطن مزقته الحروب ونبشت فيه قبور أحقاد الماضي وصراعاته وأرهاصاته البغيظة .
فكل ما تم هو من نزغات الشيطان وأفعال البشر بريئ منها الله ورسوله .
اتبعنا دعاة الحرب وأقوال المتشدقين وأبينا أن نسمع لأهل الحكمة والرشاد وأبتعدنا عن الله عز وجل فما رفعنا أكفنا لله نسأله بصدق الدعاء بكشف الغمة ورفع البلاء بل مضينا خلف من لم يزده هواه إلا طغيانا وعمى وخسران منبين . فأستضعفونا فأصبحنا لهم اذلة ضعفاء فأضلونا الطريق وأنسونا الدعاء للعلي القدير السميع المجيب كاشف الهم ومجلي الكروب ورافع البلاء الرحمن الرحيم .
فأسمعوا وعوا واتعظوا وأعتبروا بما قاله الله عز وجل الذي وضح إليكم وبين فيما أصابكم وبين لكم العلاج الناجع لما أنتم فيه :- (وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155)البقرة - )
فبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا أن لله وإنا اليه راجعون. 
وأعلموا أن من خلقكم قد تكفل برزقكم أن كنتم به مؤمنين وبدعاءه مخلصين ( ۞ وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا ۚ كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (6) هود)
فما لنا من خلاص إلا باللجوء إلى الله والأبتعاد عن المعاصي .
( ۞ نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) الحجر)
وسلاما على المرسلين والحمد لله رب العالمين ،،،


من عبدالقادر زين بن جرادي