آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-02:39م

أكتوبر 2021م هل يحمل البشرى؟

الثلاثاء - 19 أكتوبر 2021 - الساعة 12:53 م

عصام مريسي
بقلم: عصام مريسي
- ارشيف الكاتب


أكتوبر 1967م جمع نضال الجنوبيين في بوتقة ثورية واحدة ووحد كل الحركات الثورية في الريف والمدن الجنوبية تحت قيادات تحمل نفس الهدف والرؤى وتسعى لتحقيق نفس المصير بعد أن تجردت من كل ما هو شخصي وقبلي ومناطقي وفئوي فكانت الثورة التي شحذت الهمم وألهبت المشاعر وفجرت الطاقات  فتوالت الاعمال الثورية من افعال واقوال وتشابكت السواعد الجنوبية لتنسج النصر الذي تكلل في 30نوفمبر.

أكتوبر لم يكن للجنوبيين مجرد ثورة بل كان انجاز متجدد سجل كفاح الإنسان الجنوبي رجلا وامرأة وطفل وشيخ أكتوبر لم يكن وليد لحظة 14من اكتوبر بل هو تاريخ دون نفسه منذ لحظة أن وطأة أقدام المحتل البريطاني سواحل عدن في عام 1839م فتوالت أعمال الثورة وتعاظمت المواقف الكفاحية ولم تنتهي الثورة بإعلان النصر إذ كانت الأهداف تتسع كلما حقق الشعب مع قيادته منجز تعطش لتحقيق منجز آخر فكانت الأهداف متجددة ووليدة لحظتها رغم التعثرات التي رافقت الثورة والعيوب التي التصقت بكيفية التنفيذ لآلية تحقيق الأهداف فالأحداث الدامية  التي كانت تحصل على رأس كل عقد من سنوات الثورة تؤدي إلى تراجع الأهداف وصعوبة تنفيذها ورغم كل تلك الصعوبات لم يفقد الشعب طموحاته في تحقيق واستكمال بناء الأهداف فكانت المنجزات الثورية تتحقق ببطء ومع كل هذا لم تتلاشى الآمال في تحقيق الطموحات والأهداف.

كانت الوحدة هدف من أهداف الثورة لكن ما أن تحقق الهدف الذي لم يكن أون تحقيقه فتحقق الهدف دون مراعاة أساليب وطرق سليمة لتحقيقه  فكان الطريقة لتحقيق الهدف عفوية دون دراسة واعية ومتأنية ووفق برامج مدروسة فكانت سبباً في تأخير كثير من الأهداف بل كانت داعية لتراجع أهداف قد تحققت.

أكتوبر اليوم تأتي ذكراه والشعب ينتظر الكثير ينتظر إعادة تصحيح مسار الأهداف التي سقطت في دوامة الصراعات وبناء ما انكسر من الأهداف واستكمال ما نقص منها.

أكتوبر اليوم  يطل وليس جديد يدخل الفرح والسرور إلى قلب المواطن الجنوبي , أكتوبر اليوم لا يلامس طموحات المواطن الذي أصبح يعيش ويلات الحرب والأزمات المفتعلة أكتوبر اليوم بحاجة إلى تصحيح أو قل بحاجة إلى ثورة أكتوبرية جديدة.