آخر تحديث :الثلاثاء-14 مايو 2024-10:06ص

لعدم وضوح الرؤيا

الإثنين - 18 أكتوبر 2021 - الساعة 11:05 م

عبدالقادر زين بن جرادي
بقلم: عبدالقادر زين بن جرادي
- ارشيف الكاتب


الضبابية الزائدة عن حدها تسود أجواء الأراضي الجنوبية وأزدادت عتمة الرؤيا لحاضر ومستقبل الجنوب وأبنائه .
حكومة الشرعية والتحالف العربي الذي من المفترض أن يتخذا من الأراضي الجنوبية المحررة قاعدة أنطلاق لتحرير المناطق الشمالية من قبضة الحوثي وقطع يد التمدد الفارسي الطائفي الذي يشكل خطر محلي وأقليمي على اليمن ودول الجزيرة والعالم بالسعي للسيطرة على أهم ممر مائي أستراتيجي عالمي ويهدد الأمن والسلام الدولي والذي يفترض بعد تحرير تلك الأرضي من قبضتهم بأن يعملا بشكل متوازي بالبناء والتدريب وتحديد الجبهات ودعمها وتضييق الخناق على الحوثي لأجباره على الخضوع لصوت السلام وإنهاء الإنقلاب . ونشر الأمن والأستقرار بالمناطق الجنوبية لتكون نموذج يثير دافعية الشعب في المناطق الشمالية للخروج في ثورات أو حركات عصيانية تساهم في خلخلة الداخل في الشمال فتضعف جبهات الحوثي وقواته بين داخل ثائر وحدود ملتهبة .
إلا إنهما لم يعطيا ذلك أي أهتمام فلا أمن أستتب ولا بناء تم ولا قوات توحدت ولا تنمية وجدت ولا عملة أستقر سعرها ولا خدمات وفرت ولا سيطرة تمت بشكل كامل وصريح جعلت الجسد الجنوبي من الداخل مقسم ومتشظي وزادت الأنقسامات والحروب وتردي الأوضاع جعل الجنوب مثال سيئ للمناطق المحررة مقارنة بالأوضاع في المناطق المحتلة التي تحتكم لرأس واحد ولا تعاني من تشظي وثورات وحروب داخلية .
مما سهل للحوثي أن يتمدد وأن يهاجم بدلا من أن يكون في موقف المدافع الضعيف تحول إلى مهاجم القوي وفي عدت جبهات ويحقق تقدم ببعضها وينحسر في البعض الأخر مع أحتفاظه بمناطق الشمال بيداته . عدم وضوح رؤياهم في جدية الحرب وتحقيق نصر على الحوثي وكذلك حول سياستهم البنائية والخدمية والأمنية في الجنوب جعلت الكثير يرتد عن مؤازرتهم ويثق فيهم بشكل كبير ويراهم كابوس جاثم على صدر أبناء الجنوب .
المجلس الإنتقالي الجنوبي وليد حديث السن كاد في فترة قوته وشبابه أن يصل إلى ما وصل إليه قتيبة بن مسلم الباهلي الى حدود الصين شرقاً وإلى مواقع عبدالرحمن الغافقي في غالة ( فرنسا حاليا) في الغرب وتهيمن في فترة على كافة أراضي الجنوب وجزرها ووصل إلى مشارف الحديدة في أراضي تهامة .
إلا أنه كثر على نفسه الأعداء والخصوم فالشرعية عدوه والأصلاح عدوه وكل أبناء الشمال أعدائه وكل المكونات الجنوبية غرماء ومن ليس معه ولايردد صرخته ويعلق ويعلن ولائه لنهجه وقيادته خصمه وحتى بعض دول التحالف أو جلها أعدائه ( ومن كثر رجامته أسقطوه) بنفس طريقة وفكرة الحزب ينتهج بالوحدانية والفكرة وبعض الشعارات فزاد الجو ضبابية فوق الضبابية الموجودة ودخل في صراعات وما زال فيها .
مناطقه الداخلية مفتته وصفوفه مخترقه وقواته مشتته في عدة جبهات وتراجعاته السياسية مستمرة يواجه حروب خارجية عن مناطق سيطرته وترهل ووهن في مناطق سيطرته ويفتقد للتوازن وسوء العمل الإداري وعدم القدرة على السيطرة على أفراد قواته فهي تخضع لقياداتها الصغرى أكثر من القيادة المركزية اختزل المجلس بشخص وهمش الأخرين فاقد أهلية السيطرة على أتخاذ القرار يبحث ويناضل من أجل الأعتراف به ممثل شرعي ووحيد للجنوب من الخارج بغض النظر عن الداخل .
المكون الوحيد الذي يمتلك القوة والمال الذي بداء يجف وينعدم مما يضعف قوته وسيطرته على قواته التي تندفع بدافعية الشباب وحب الجنوب ولكنها الأن في تراجع كبير لكثرة من عاداهم وسياستهم التراجعية وعدم المصداقية والتصرفات الفردية .
عدم وضوح الرؤيا لديهم في المجال السياسة وتحديد عدو واحد وعدم القدرة الإدارية في إدارة واحدة من أصغر عواصم العالم مساحة وبروز كثرة الخلاياء النائمة التي تهدد وجودهم في عدن وعدم استتاب الأمن برغم من كثرة العدد من قواتهم جعلتهم في اصغر شارع غير مهيمنين عليه امن وادارة وخدمات .
الغائهم الوم والعتب ونسب أخطائهم للأخرين سياسة عفى الزمان عنها وشماعة لم تعد تقنع طفل .
عدم وضوح الرؤيا في الأراضي الجنوبية قد تلد ثورة في كل مناطق الجنوب ضد أصحاب القوى بحيث يجدوا أنفسهم لا يملكون حتى أنفسهم ويخسرون 355 الف كيلومتر مربع غني بالثروات والموقع الأستراتيجي العالمي وشعب صبور سريع التأقلم والتمدن والتسامح محب للحرية والعلم والبناء والسلام .نشر الأسلام في مشارق الأرض ومغاربها سلماً بأخلاقه الحميدة ومعاملته الحسنة حتى احبتهم الشعوب فنصبوهم ملوك وسلاطين ورؤساء ووزراء في دولهم .
أذن عدم وضوح الرؤيا وما سردناه جعل الحوثي قوة يصول ويجول فيها ويتحكم في ساحات القتال ويحدد الجبهات وينشر خلاياه النائمة في كل شعب وشارع وحافة بعضها بثوبه وبعضها بثيابنا ونحن نحسبهم نيام وهم يقضين كل ذلك بسبب عدم وضوح الرؤيا والتخبط السياسي والحروب الداخلية . 
والله من وراء القصد 


 عبدالقادر زين بن جرادي