آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-11:23ص

هل قررت الحكومة الإجهاز على آخر رمق من حياة المواطن ؟

الإثنين - 18 أكتوبر 2021 - الساعة 07:37 م

د. سعيد سالم الحرباجي
بقلم: د. سعيد سالم الحرباجي
- ارشيف الكاتب


لكم يتعجب المرء وهو يسمع صرخات الأطفال وأنات الموجوعين وتأوهات المرضى ولعنات المظلومين ودعوات المقهورين ..وهي تدوي في أرجاء الوطن شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً  ويسمعها الداني والقاصي ..إلا حكومتنا الموقرة ..
تلك الحكومة التي تصر إصراراً عجيباً أن  تصم آذانها حتى لا تتسرب هذه الأصوات إليها فتفسد عليها راحتها وتكدر عليها صفو عيشها وتبعثر أفكار مشاريعها الخاصة ..

فهل نفهم من هكذا تصرفات _  لا أخلاقية ولا إنسانية ولا مسؤولة _  أن عصابات الحكومة ومافيا  مجلس النواب وهوامير فساد الرئاسة قد قرروا كلهم أجمعون أن يجهزوا على آخر رمق من حياة المواطن ؟

فأي أخلاق لدى هؤلاء المسؤولين , وأي قلوب يحملونها , وأي ضمائر تكنها صدورهم , وأي نفوس تتقمصها أجسادهم المنتفخة من المال المدنس ؟!!
إنني هنا لا أشك لحظة واحدة أبداً أبداً إن مثل أولئك المسؤولين ينتمون إلى بني البشر !!
أيعقل أنهم بشر ؟ 
من يستطيع إقناعي بالدليل والبرهان أنهم أناس من بني جلدتنا ؟ 
بالله عليك هل رأيت رجلاً بالغاً عاقلاً راشداً يرقص ويتغنى ويتبختر ..والناس حوله في حالة عزاء ومأتم ؟
أمثل هذا لديه ذرة من الإنسانية ؟

وللأسف يتناقل بالأمس ناشطون مقاطع فيديو يتراقص فيه مسؤولون على أنغام أنات الأطفال وعلى إيقاع بكاء الثكالى , وعلى مزامير تأوهات المجروحين !!
فكيف بربك تستطيع إقناعي إن مثل هؤلاء بشر ؟ وأنهم ينتمون إلى بني الإنسان ؟

فأي جنس أولئك ؟ وأي أقدار ساقتهم ليتحكموا في مصير الشعب اليمني العظيم ؟

فلماذا كل هذا العبث بالشعب أيها العابثون ؟ 
لأجل من ترتكبون كل تلك الجرائم  بحق رعيتكم ؟
كل ذلك لأجل دنيا تافة حقيرة !! 
أم لأجل إرضاء سادتكم ليغدقوا عليكم من المال المدنس ؟

ألا تعتبرون بمصير الطغاة والظلمة من قبلكم ؟
كم جمعوا , كم ظلموا ,كم كنزوا !!
فكيف كان مآلهم ؟ وكيف كانت نهايتهم ؟ 
في غمضة عين ذهب كل ذلك , وغادروا الدنيا تلاحقهم لعنات المظلومين , ودعوات المقهورين !!
فهل تنتظرون المصير نفسه ؟ والنهاية عينها ؟
ألا تتعضون ؟

إننا هنا  لا نسخر منكم ولا نقلل من قيمتكم ...
لكنكم أنتم من أنزلتم أنفسكم هذه المنزلة , وأوردتم سعادتكم هذا المورد , ورضيتم لمكانتكم هذه  المهانة !!
وقديماً قال الشاعر :
من يهن يسهل الهوان عليه ** ما لجرح بميت إلام

فمن هنا نناشدكم الله , نناشدكم بحق صرخات الأطفال , وبحق أنات المرضى , نناشدكم بحق الجوع الذي يفتت أكباد المساكين , نناشدكم بحق الإنسانية ...أن تفيقوا من سباتكم ..فالوضع فوق طاقة الاحتمال .
هل تدرون اليوم أن الدولار ينطلق بسرع الريح , وأن الأسعار ترتفع بسرعة البرق , وأن الكوارث تحل بالمواطن كصواعق المطر !!
هل تعلمون أن قرص الروتي قد وهن عظمه حتى أصبح كحجم القلم ؟  وأن سعره قد وصل إلى أربعين ريالاً وفي رواية أخرى خمسين ريالاً , وأن المواطن إذا اشترى أربعة أقراص يضعهن في جيبه حتى لا يكلف صاحب الفرن كيس علاقي ؟

فإلى متى السكوت ؟
نحن اليوم   لا نقبل منكم أن تعلقوا كل مآسيكم على التحالف , ولا نحمله أي مسؤولية ..
فأنتم أنتم من تتحملون كل المسؤولية الأخلاقية , والقانونية , والسياسية , والإنسانية  لما يحصل للمواطن .
فالتحالف جاء بطلب منكم ,وسيرحل بطلب منكم ...
التحالف أمره مرهون في كلمة واحدة فقط فكونوا على قدر من الشجاعة وقولوا كفى !!
وحينها سنعذركم .

أملي كبير بعد الله أن تفيقوا من سكرتكم , لتضعوا حداً للتدهور الغير مبرر للعملة كخطوة لا تحتمل التأخير , ثم الشروع في خطوات جادة لتقديم الخدمات الأساسية للمواطن والعمل الجاد لدحر المشروع الفارسي .

فاتقوا الله في دعوات المظلومين ..فليس بينها وبين الله حجاب ..
فوالله لن تذهب دعوات المظلومين هدراً أبداً..

فارموا بسهامكم أيها المظلومون فسوف تصل إلى حيث يشاء الله .