آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-03:03م

الجنوب في خطر !

الإثنين - 18 أكتوبر 2021 - الساعة 05:38 م

صالح محمد قحطان المحرمي
بقلم: صالح محمد قحطان المحرمي
- ارشيف الكاتب


 

يبدوا مع الأسف أننا اليوم لم نتعلم كقيادات ونخب سياسية من العثرات والسقطات التي لا زلنا نعاني منها في الجنوب رغم مرارتها وكلفتها والتي ما أكثرها وهي كافية وكفيلة لأن نتعلم ونتعض منها أن كنا فعلاً جادين وصادقين ونحب وطننا ونخاف عليه،،

ولذلك إن أردنا أن نتعلم وإن نخرج وطننا من تلك الحفره التي اوقعناه فيها بأيدينا وان نعمل على ضمان عدم الوقوع في تلك الحفر مرة أخرى فما علينا فقط إلا إن نبحث وَنعي  الأسباب  التي اوقعتنا من قبل في تلك  والكوارث،،

علينا أن نعرف ماهي الأسباب التي أدت إلى اقتتال الجبهة القومية وجبهة التحرير عشية الاستقلال، وصراع واقتتال اقطاب الجبهة القومية نفسها والحزب الاشتراكي نفسه ، وكيف تم  تقديم على طبق من ذهب الجنوب لعصابات صنعاء ، وماذا خلقت هذه الصراعات ؟ وماذا خلفت؟؟ وإلى أين قادة الجنوب؟؟ وهل هذه الأسباب انتهت ام لا تزال موجودة تهددنا وتعصف بنا إلى حفرة سحيقة لا يمكن الخروج منها ؟؟

في اعتقادي إننا إذا بحثنا بصدق وتجرد سوف نجد من خلال الإجابة على هده الأسئلة العلاج والحل وسوف نجد إن عملية الاستحواذ على السلطة والثروة والتفرد والوصاية وتسيد قيادات غير واعية وفي مستوى المسؤولة هي من أدت إلى تلك الصراعات التي لم تخلق فقط اقصاء للآخر بل خلقت جراح وأزمة ثقه ومخاوف تسحب نفسها حتى اليوم وإصابة اللحمة الجنوبية في مقتل ولازالت تلك العقلية تطل برأسها مهدده الجنوب مع كل محاولة للخروج من هذه الحفرة ومع كل محاولة لترتيب البيت الجنوبي،، مع كل تقدم وكل خطوة يخطوها للأمام وما أحداث عدن وقتال شقرة وقرن الكلاسي وماهو عليه الجنوب اليوم من تمزق وخلافات إلى  استمرارا لتلك العقلية وصراعات الماضي التي لم تمزق الجنوبيبن فقط بل كانت سبباً لضياع الجنوب ومانعانيه اليوم،،،

من يريد بالفعل ان ينقذ الجنوب والخروج فيه من هذه الحفره عليه إن يغادر تلك العقلية التي اودت بالجنوب للوقوع في هذه الحفره، فمن يريد بالفعل إنقاذ الجنوب واستعادة دولته عليه أن يستخدم وسائل إنقاذ وليس وسائل اغراق، َوخطاب موحد  لا منفر ... 
فلا يمكن للاسالييب والسياسيات  التي مزقت الجنوبيين أن توحدهم،، ولا يمكن للعقلية التي إضاعت الجنوب إن تستعيده،، 
لقد علمتنا تجارب ودروس الماضي الكثيرة التي دفع بسببها الجنوب اثمانا باهضة ومكلفة انه بدون وحده وتراص كل الجنوبيين من الصعب الحديث عن استعادة دولة الجنوبية الحرة
من الصعب أن ندافع عن الجنوب  وان نحميه وها هو الحوثي اليوم يحشد على أكثر من جبهة على حدود الجنوب ويحتل أجزاء من الجنوب َمهددا باجتياح واحتلال الجنوب مرة ثالثة وسوف يجتاحه إن بقي الجنوبيين بهذا الضعف والتمزق والشتات مشغولين في خلافاتهم أكثر من عدوهم ومنشغليين في  مصالحهم وذاتياتهم أكثر من مصير الجنوب ومستقبل الأجيال القادمة، 
إن حال الجنوبيين وفي مقدمتهم قادته ونخبه يذكرنا بحال حكام الخلافة العباسية عندما اجتاجهم التتار وذبحهم كالشياة حتى امتلئت شوارع بغداد بدمائهم،،،

فلا نجاه ولا عزة ولا كرامه ولا جنوب بدون وحدة الجنوبيين الصخرة المنيعة الصلبة التي تتحطم عليها كل مؤامرات أعداء الجنوب وهي الضمانة الأكيدة لانتصار القضية الجنوبية،ولبناء جنوب جديد لكل الجنوبيين يتسع لهم جميعا، وفي هذا السياق لابد من الإسراع في إنجاز عملية الحوار الوطني الجنوبي وتشكيل جبهة وطنية جنوبية موحدة، وتقييم ادا القوات الجنوبية وتنظيمها ورفع حالة الاستعداد القتالي واعلان التعبئة العامة واتخاذ كل مامن شانه تمكين الجنوبيين للدفاع عن الأرض والعرض،،،