آخر تحديث :الجمعة-17 مايو 2024-06:18م

القيادة بين التفكير العملي والعامل الأخلاقي

الأحد - 17 أكتوبر 2021 - الساعة 03:58 م

د. صابر الحالمي
بقلم: د. صابر الحالمي
- ارشيف الكاتب


لا شك أن الناظر الى الواقع يدرك أن الشعارات الحماسية ذات الطابع العاطفي والديني أو الثوري والتي تتحرك بها بعض القوى لا تفكر في مستقبل الوطن ولا في احتياجات الشعب بقدر ما يكون الهدف كله هو المنصب أو السلطة ..وليعرف الجميع ان الأمثلة في التاريخ القريب أو البعيد أكثر من أن تحصى!

فحينما تدعى بعض القوى انها تقف مع الشعب وتدعم  الخدمات فهي في الحقيقة لاتعبر عن الواقع المؤلم الذي يعيشه المواطن المغلوب على أمره  ويحزن لأجله الشعب والفرد والمجتمع. ومع هذا لازال المواطن المسكين لاحول له ولا قوة يتجرع ويلات الحروب وغلاء المعيشة وصراع الخدمات .

وإذا فكرنا في الكثير من الأنظمة التي تم زراعتها كقيادات لتنفيذ المصالح الخارجية فقط دون أن نرى ذلك في إيجاد المشاريع وتنمية الخدمات وتطوير الوطن والنهوض في كل ألمقومات الحياتية .وبالتالي يدرك البعض ان الطريق إلى الحرية الكاملة وتحقيق مطالب الشعب يقتضي الى الكثير والكثير من الجهود أهمها التفكير في إيجاد الحلول المناسبة والخروج من الإنفاق المظلمة والظروف الحرجة والمناخ المتغير وإدارة الواقع بكل قوة وحكمة وشجاعة وصلابة ..

وإن أهم ما تتميز بها القيادة الحكيمة أصحاب الهمم العالية والتي تجسده في بعض القيادات واختلفت في البعض الآخر ومنها الحرص على التواصل مع الأفراد ومعاملتهم بأخلاق ولطف والتقرب من الشعب والسؤال عن هموم ومطالب المواطن وحسن الأخلاق والتواضع والأهتمام بالضعفاء وربط الألفة والوفاء والمحبة والآخاء بين أطياف المجتمع .

أن القيادة مهما تنوعت وبرزت في جوانبها إلا انها لابد أن تلتزم في العديد من المظاهر الإيجابية والنوايا الطيبة والنفوس المهذبة الراقية والأساليب الأخلاقية في كافة جوانب الحياة ..

وانطلاقآ من القيادة والمهام التي وكلت على عاتق كل قيادي فيجب أن يستشعر الجميع بالمسؤولية أمام هذا الشعب وأمام تلكم الأفراد وعليهم أن تكون المهامات العلمية والتعليمة وتحقيق الأمن والاستقرار من الثوابت المسلمة التي لا يمكن المساومة عليها.

وإن تضافر الجهود في تحقيق التغيير وتنظيم الأعمال وبناء الأوطان من أهم الأولويات التي تنتهجها القيادة الحكيمة ذات التفكير المنطقي  .

وهنأ يجب علينا أن ننبه أن القيادة يجب أن تمتلك تفكير عميق وأراء حكيمة أمام الوطن لأن القوى الخارجية مهما شجعة ودعمت وأغرت الأموال فأنهم لايقومون ذلك لأجل سواد عيوننا او رحمة ورأفة بنا من الجوع والظلم وإنما من أجل اثمان باهظة عليكم تسديدها..

وان المصالح الايدلوجية والمطامع هي من الأولويات التي تتزاحم عليها القوى الخارجية ..فهل رأيتم جامعات أو مستشفيات أو طرقات شيدتها القوى الخارجية التي تدعي الدعم والتعاون والبناء  .

فحينما تدعي القوى العربية أو التحالفات إنها تقف مع الشعوب وتدعم الاوطان فهي لاتعبر عن الحقيقة وإنما تؤكد على أهمية المطامع والمصالح فقط دون اي مراعاة لحقوق الوطن ومطالب الشعب المغلوب .

أيها القيادة أيها الشرفاء ان الأخلاق  والتواضع هو تاج الوقار وأن حب الوطن والعمل لأجل الشعب والمواطن هو رأس الحكمة فإيهما ابتديت فكن على ثقة وتقربوا من هموم المواطنين في هذه الظروف الحرجة  فالأمل فيكم كبير ..