آخر تحديث :الإثنين-13 مايو 2024-04:05م

اعياد الثورة وغياب القيمة الوطنية

الخميس - 14 أكتوبر 2021 - الساعة 01:47 م

فضل الجونة
بقلم: فضل الجونة
- ارشيف الكاتب


تهل علينا الذكرى ال58 لعيد ثورة 14 اكتوبر المجيدة وشعبنا اليمني العظيم يمر بأسوأ مرحلة في حياته، ومن يصدق ان اعياد المناسبات الوطنية في زمنا هذا تمر مرور الكرام، بعد ان كانت الافراح والاحتفالات تعم ربوع مناطق اليمن والتغني بشهدائنا الابرار التي سقت دمائهم الزكية تربة وطننا اليمني الغالي ، وكانت مناسبة اعياد الثورة تمثل ذكرى جميلة وتعبير صادق عن افضال الثورة وماتحقق للوطن من منجزات وتطورات في شتى المجالات.

اليوم عامة الشعب يستقبل عيد الثورة الاكتوبرية وقبلها الثورة السبتمبرية بروح منهزمة ووضع مزري ومتردي ، بعد ان عمت الفوضى والحروب الدائرة التي اشعلت في كثير من مناطق اليمن لسنوات عديدة والدم اليمني يهدر بفعل فاعل ومؤامرة حقيرة  وفتنة مفتعلة احرقت الاخضر واليابس وقضت على كل شي جميل في هذه البلد المعطاء والخيرة، وصارت الحروب عنوان للمرحلة التي تضرر منها السواد الاعظم من هذا الشعب اليمني العظيم بمواقفه وصبره وتحمله كل متاعب ومصاعب الحياة، لدرجة انه مورس ضده القتل والتشرد وابشع الأساليب المدمرة لحياته، رغم صبره وصموده تجاه كل الكوارث التي لحقت به واثرت على حياته المعيشية وامنه واستقراره وحرم من ابسط الحقوق وممارسة حياته الطبيعة مثله مثل بقية شعوب العالم المتطلعة الى التطور والتقدم والحياة الامنة والمستقرة.

يحز في النفس اليوم ان شعبناء اليمني العظيم، وبعد مرور اكثر من نصف قرن على قيام ثورتي 26 سبتمبر و14 اكتوبر المجيدتين، يعاني اليوم من الويلات والازمات وغياب المرتبات والخدمات ويشكوا من ارتفاع  الاسعار وممارسة الحياة الامنة والمستقرة، ولاول مرة تاتي المناسبات الوطنية والشعب في تذمر وانهيار ويعيش في وضع مزري ومتردي وصارت حياته في خطر، بعد ان انهكته الازمات المفتعلة وتلقيه الصدمات المتتالية، في غياب المسؤولية الاخلاقية ومؤسسات الدولة الحقيقية بعد هيمنة قوى الشر والدمار المتمثل في قوات التحالف العربي المخالف للمهمة التي وجد من اجلها، والذي تحولوا الى معول للهدم والانتقام من اليمن وشعبه العظيم واظهروا حقده الدفين تجاه شعب ووطن يمتلك التاريخ والحضارات والعزة والكرامة ، حيث تحولت قوات التحالف الى اداة قمع واحتلال، وهو مازاد من اوجاع المواطن الذي ناله كثير من المتاعب والمصاعب واثر على حياته المعيشية وحياته العامة. 

اخيرا نقولها صراحة وصرخة في وجه القيادة الشرعية الى متى سكوتكم تجاه مايجري لشعبكم بسبب غياب الدولة الحقيفية والحكومة الضائعة وانعدام المرتبات وغياب الامن والامان والاستقرار للمواطن، واستمرارية الازمات المتلاحقة التي طحنت حياة المواطن البسيط الذي تحمل فوق طاقته بكثير وحكمتم عليه بالموت البطيئ، واذا غابت عنكم الانسانية والجوانب الاخلاقية والمسؤولية الملقاه على عاتقكم، فاشرف لكم واهون ان تغادروا المشهد بشرفكم اذا عندكم ذرة من الانسانية والوطنية فالتاريخ لايرحم والظلم ظلمات يوم القيامة وانتم مسؤلين امام الله.