آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-11:23ص

الجوبة .

الأربعاء - 13 أكتوبر 2021 - الساعة 07:47 م

عمر الحار
بقلم: عمر الحار
- ارشيف الكاتب


الجوبة مديرية ريفية شرقية من بلاد اليمن،عميقة الايمان والانتماء لها،وشديدة البأس والعدواة لفارس واتباعها منذ السنة الثانية لتولي الخليفة الصديق رضوان الله عليه وحتى اليوم،تقاوم جحافل الموت القادم عليها من كل اتجاه،وهي اسطورة في القتال، تكتب تفاصيل يومياتها  بالدم والتضحيات،وتروي فصول انتصاراتها لليمن والعالم المنتظر موتها ليتنسى  لمنظماته الا الانسانية رفع برقيات الادانة على صمتها وسكوتها المخجل على ذبحها المنظم بشفرات مليشاتها الدولية لا الشيعية المصطنعة افكا وظلما وزورا .
وتصطلي  الجوبة  وحيدة في جحيم الحرب مواجهة بالصبر والايمان  آلة الموت الزاحفة عليها برعاية دولية من كل حدب وصوب،بلا ذنب جنته الا آصالة حبها لليمن والدفاع عن ثراها الطاهر الذي هان على كثير من ابنائها.،وتذكيرهم بعظيم صنائع الابطال من رجالها الصناديد الاوئل وسرد صفحات مضيئة من بطولاتهم وادورهم الخالدة في سفر الثورة وتاريخها والاطاحة برأس النظام الامامي المستبد،والتبشير بقدوم فجر سبتمبر الوليد،وتقاتل  مديرية الثائر القردعي اليوم بمفردها على الدرب السبتمبري لتصنع بشارة نصرا جديد له عز مناله على اليمن بكبرها ارضا وانسانا ،لتعطي اروع وابلغ دروس التضحية والنضال ،لافتداء التوجه والحفاظ عليه بقوافل الشهداء من فلذات اكبادها،في مشاهد عظيمة تجسد معاني الايثار طلبا لشهادة في مناظر قل مشاهدتها الا على ارضها،يتسابق الابناء والاباء في ميادين القتال،وتزاحمهم على ركوب ظهور المنايا في  المتارس للفوز بها او الظفر بالنصر المؤزر ،ولعمري بانها سابقة في تاريخ و نضال الشعوب ان يسقط الابناء والاباء في لحظة واحدة دفاعا عن كرامة الامة التي سلبت منها في غفلة من ضمير ولن تعي صعوبة استردادها الا من بوابة الموت كمدخل للحياة التي تستحق التضحية من اجلها وان كان سعرها غال وباهض الثمن ولا تشترى الا بعملة الارواح النادرة فقط .
وتقف الجوبة بحميتها القلبية الاصيلة في وجه العاصفة ،و لاتملك الا ارادتها الوطنية الصادقة زادها في المعركة و ذخيرة  قوتها و عزيمتها و ثقتها من الانتصار ،لتظل المعارك التي تخوضها بشراسة وللاسبوع الرابع على التوالي علامة فارقة في تاريخ الحروب العسكرية المعاصرة قد تجبر مراكز الابحاث المتخصصة على الاهتمام بها والعمل على دراستها،وادخالها في منهجيات ونظريات استراتيجية الحروب وادارتها،والاستفادة منها في كيفية صناعة النصر بالممكن لا الامكانات على الرغم من صعوبة المقارنة بين القوى المتحاربة فيها، والبون الشاسع بينها عدة وعتادا،وستظل حكاية تسطيرها لامجاد الوطن واخبار هزائهما لجحافل الكهنوات تضج مضاجع مرجعياتها الكبرى على كافة المستويات وتدفع بها لاستخدام النفوذ للاستفراد بالمديرية الريفية الباسلة من بلاد اليمن ولم تظفر بها ،وهي تصنع المستحيل بارادة الابطال والاحرار من رجالها على قلتهم، وتقهر اعدائها بالصمود لتعطي درسا مفيدا في امكانية و سهولة هزيمة و فشل مشروعهم الدولي على عتباتها المفتوحة للموت من كل اتجاه حالما توفرت الارادة الصادقة للرجال واستبسالهم في  ميادين القتال .
تحترق الجوبة موطن الابطال بنار المليشيات وتموت لتهب لكم الحياة ،وانتم لها ناظرون .