آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-09:59ص

الرابع عشر من إكتوبر بين ماضي التحرر وحاضر الإستعمار !

الأربعاء - 13 أكتوبر 2021 - الساعة 07:15 م

بكيل البتول
بقلم: بكيل البتول
- ارشيف الكاتب


مرت 58 عاما على شعب الجنوب في اليمن وهم يعضون أصابع الندم للتفريط ببريطانيا العظمى والمطالبة بخروجها من عدن حيث أصبحت جنوب اليمن ساحة للقتال والدمار !
مرت السنون ولم يبقى إلا الأثر ؛ غادرت بريطانيا والشعب الجنوبي زعم أنه تحرر لكنه في الواقع بات على رصيف الصراعات ؟
صحيح بريطانيا كانت لها مصالح عامة لكنها لم تضر الشعب ووفرت أبسط الخدمات للمواطن الجنوبي والذي أصبح اليوم يحلم بعودة بريطانيا ونظامها ؛ اليوم عدن أصبحت قرية بعد أن كانت مأوى لجميع أطياف العالم وحاضرة الجزيرة.
عدن بأي حال صرت اليوم لا أمن ولا آمان ولا حقوق ولا حريات ولا صحة ولا تعليم ؟!
المواطن في عدن وما حولها ضاقت به الأرض وأصبح طعما للأزمات تنهشه.
الرابع عشر من تشرين أول من عام 1967م يوم خرجت فيه بريطانيا من عدن وتركت الشعب الجنوبي تلاحقه الأمواج فلا حرية تحققت ولا وطن حر نلناه.
مكثت بريطانيا 129 عاما ورغم أننا قرأنا بأنها مستعمر لكن معظم الخدمات وفرتها للبسطاء ليس كما نراه اليوم فاليوم نتغنى بالحرية والواقع إنعدام مقومات الحياة ؛ ذهبت إمبراطورية عظمى ولكن حنين من عاشرها آنذاك يحلم بعودتها في ظل تسلط رعاة الإبل على وطننا وحرماننا من حقوقنا كبشر!
التاريخ يخبرنا بأن دول الجوار  لم تكن لشعب الجنوب سوى الدمار والخراب وتدعم الصراعات وما نراه اليوم سوى ترسيخ للماضي البغيض؟
والحاضر يخبرها بأنها عدونا اللدود طال الزمان أو قصر فلا مرحب بها وأن شعب الجنوب شعب عشق الحرية وحملها كتاج على رأسه ويأبى الخنوع أو الإنصياع فكبوتنا اليوم سنمتطي بعدها مجدنا وسنبقى أوفياء لمن عزنا وجبابرة لمن إنتقص من تاريخنا ياحفاة الفلاة؟
المواطن في جنوب اليمن يتذكر عبق الحرية من نظام بريطاني كان يتسيد باب المندب ويتحكم بإقتصاد العالم وبعد ذلك تحول جنوب اليمن إلى دولة بكامل مقوماتها ولكن الصراعات الداخلية قضت على النظام وجعلته عرضه لمن حوله وما نراه اليوم في جنوبنا الغالي سوى استمرار الصراعات وسط  تغير المتسيد على باب المندب وبوابة إقتصاد الوطن من الإستعمار البريطاني إلى الإحتلال المقرب منا  ؟!
المواطن في جنوب اليمن ظروف حياته اليومية قضت عليه وأصبح لايستطيع توفير مقومات الحياة وسط غلاء فاحش في وطن ينعم بالخيرات ؟!
الخيرات التي تتحكم بها دول التحالف كفيلة بأن يعيش المواطن الجنوبي حياة كريمة تغنيه عن التسول للخارج وطلب المعونات ؟
خرجت بريطانيا من عدن وتركت أبناء الجنوب في عرضة للصراعات والأجندة الخارجية وحتى اليوم أبناء الجنوب لازالوا أسارى في وطنهم ولسان حالهم يقول " الا ليت الزمان يعود للوراء وتعود بريطانيا ونعيش بأمن وسلام ".
عذرا بريطانيا فقد ظلمناك فما ما نراه اليوم جعلنا نحن إليك حتى وإن كنت مستعمر ولكن من هول واقعنا المرير أفتقد ناك؟!
14 كتوبر بين ماضي لم ندركه وحاضر لم نستوعبه؟