آخر تحديث :الثلاثاء-23 أبريل 2024-08:39م

ميّـتُ_الأحيــاء!

الثلاثاء - 12 أكتوبر 2021 - الساعة 08:54 م

د. غازي الحيدري
بقلم: د. غازي الحيدري
- ارشيف الكاتب


معلومٌ لدينا جميعاً بأن نهاية حياة الإنسان، هي مفارقته للحياة للدنيا بالموت، وتلك حقيقةٌ حتميةٌ لا جِدال فيها بالطبع ولكن، دعونا نتساءلُ هنا : هل قبل ذلك الموت من موت ـ بغض النظر عن النوم ـ أم هي ميتةٌ واحدةٌ ؟!. 

والجواب على مثل هذا التساؤل، يقودنا إلى حقيقة مفادها، أن كل إنسان لديه نمطٌ معين يسيرُ من خلاله في حياته، ونهجٌ يسلكهُ في دنياه؛ فمنهم المتفائل، ومنهم المتشائم، منهم الطموح المتطلع إلى الآفاق ، ومنهم الراضي بما هو فيه من الحال، دون أدنى تطلع لمستقبله، وشتان بين الاثنين طبعاً .

وبناءً على ذلك يمكن ـ أخي القارئ الكريم ـ  أن نقترب من الإجابة على التساؤل المطروح، إذ من خلال النظر الى كلا الفريقين، نجد أنّ الصنفين ـ في حقيقة الأمر ـ  على قيد الحياة؛ لكن الأول يتّسمُ بالحركة والحيوية، وليس بالضرورة أن تكون الحركةُ مادية عضلية طبعاً؛ ولكنها قد تكون معنوية فكرية لايُحِسُ بها الآخرون، وتتمثلُ بما يسمعونه من إنجازات تشير إلى صاحبها بوضوح في أي مجال من المجالات.

أما الآخر : فجامدٌ لا حَراكَ فيه، ولايكادُ يذكر، ناهيك عن أن يُسمَعُ عنه أيّ إنجاز ، لا على المستوى الشخصي، ولاعلى المستوى الاجتماعي، وحياته لا أثر لها ولاصدى، بل ربما قد تكون عبئاً عليه، وعلى غيره.

ومن هنا يحق لنا أن نقولَ: بأن من كان ذلك حاله ؛ فمحسوبٌ ـ مَجازاً ـ في عِداد الموتى، وإن ظنّ أنه يعيشُ حيّاً بيننا. 
ويصدق فيه قولُ القائل :   
*ليس من ماتَ فاستراح بميْتٍ*                                                                 *إنمــا الميْتُ، ميّتُ الأحيــــــاءِ*