آخر تحديث :السبت-04 مايو 2024-02:48ص

طرقات في الباب !!

الأحد - 10 أكتوبر 2021 - الساعة 07:47 م

د. غازي الحيدري
بقلم: د. غازي الحيدري
- ارشيف الكاتب


كثيرةٌ هي الطرقات التي أسمعها في باب المنزل في اليوم الواحد، فما من طرقةٍ إلا وأجدُ وراءها شخصاً ماثلاً امام الباب، ونادراً مايكون هذا الطارق ممن أعرفهم ويريدُ غرضاً معيناً .

أما في أغلب الحالات _ خاصةً في هذه الفترة الأخيرة في ظل وضعنا الاقتصادي المزري _ فإني أجد إما بائعاً لمختلف أنواع الأثاث والأدوات المنزلية الصغيرة لعرض مالديه بأساليب مغرية ومختلفة من أجل الشراء ، تارةً بالرجاء، وتارةً بحسن العرض، وأخرى بطلب المقايضة بثياب مستعملة وهكذا .

هذا ان لم يكن الطارق شحاذاً مسكيناً يعرض ظروفه بآهاته ، ووضعه المؤلم، ومعاناته التي لايحسد عليها، ولربما أجهش بالبكاء طالباً ما يسدُّ به رمقه ورمق من يعول .

والذي يمكن قوله هنا بأن  تلك الطرقات لم تكن مزعجة  بقدر ماهي مؤلمة، بل في غاية الإيلام على هكذا وضع وهكذا حالات ، وماخفي كان أعظم  .

وكل مانأمله من وراء كتابتنا لهذه الأسطر بما تحمله من أبعاد، وبما تشير إليه من دلالات، هو أن يصل صداها الى كل من ولي أمراً من أمور  هؤلاء المساكين في مختلف المستويات وشتى المجالات بأن ينظر إلى أولئك بعين المسؤولية، وليتذكر أن أولئك وأمثالهم سيُسأل عنهم ،مادام  مسؤولاً، وبأنهم قد يكونون سببأ في سعادته أو شقائه في الدارين، والله من وراء القصد..


               #د.غازي_الحيدري
2021/10/10.              .