آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-08:34م

زمن المزايدين والمنافقين

السبت - 09 أكتوبر 2021 - الساعة 02:34 م

فضل الجونة
بقلم: فضل الجونة
- ارشيف الكاتب


في زمنا هذا كثر المزايدين والمنافقين والمتسلقين المستصلحين وضاربي الدفوف وحملة المباخر، حيث صار القزم في نظرهم عملاق والمتطفل عندهم بطل والبليد ينظروا له انه رائد زمانه وصاحب مكانه والصائع صار في فهمهم فضيع ورائع والناشل عندهم مناضل والفاشل يصنعوا منه مارشال ومناضل ، وكل ذلك لان هولا يمتلكوا المال والامكانيات التي سخرت لهم بفعل فاعل وصاروا بين ليلة وضحاها اثريا واغنياء، وعملوا من المال الذي امتلكوه العمائل في شراء ذمم بعض من الشخصيات الضعيفة والهشة،

التي تحولت الى ابواق لتمجيد وتحفيز ومناصرة هولا المتسلقين ممن خدمتهم المرحلة ووضعت منهم ابطال من ورق وكله بسبب ورقهم النقدية التي يوزعوها بسخى لمن يناصرهم ويجاملهم، وما اكثرهم اليوم نشاهد شخصيات تمتلك التاريخ تسقط للأسف تحت اقدام اشخاص صغار ورخاص يفتقروا الى سلوك واخلاق سائر المجتمع، وهناك الكثير منهم تصدروا المشهد وصاروا يتحكموا بزمام الامور وهم اساساً يفتقروا الى ابسط المقومات ذات البعد الانساني والقيادي. 

وبالمقابل ومايحز في انفسنا ان هناك هامات وقامات كبيرة من مختلف شرائح المجتمع تمتلك الخبرة والتجربة في مجالات متعددة ولها باع طويل في الحياة والمكانة الكبيرة على مستوى الوطن، ولكن عيب تلك الهامات والقامات انها لاتمتلك الامكانيات المادية والمال لتنال قليل من رضاء وتكسب قليل من احترام وتمجيد تلك الشخصيات المنافقة والمزايدة التي ظهرت خلال هذه المرحلة، ممن تبحث عن تحقيق مكاسب رخيصة لخدمة مصالحها ومنافعها الخاصة، 

ولايهمها من تكون تلك الشخصيات المعتبرة والمحترمة، بقدر اهتمامها وحرصها على تمجيد الشخصيات الهشة من اجل الحصول على رضاهم ومالهم، غير مدركين ان المال ليس كل شي، ولايعلموا هولا المستصلحين والمتقلبين ان الرجال الحقيقيين هم من يوجدوا المال وليس بالتقرب والفهلوة والانبطاح وتنزيل مستوى الشخص الى المهانة والمذلة هي الطريقة الصحيحة التي تجلب له المال بصورة مغززة لايرضى بها خلق الله الشرفاء وما اكثرهم ممن يمتلكون الكرامة والإباء وعزة النفس وعدم الخضوع والركوع الا لله الواحد الاحد.

باختصار  نحن في زمن انعدمت فيه الاخلاق والصدق والامانة وضاعت القيم والسلوك واختفت معايير الكفاءة والمكانة في المجتمع.