آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-11:26ص

شاهين كريتر

السبت - 09 أكتوبر 2021 - الساعة 12:45 م

عصام مريسي
بقلم: عصام مريسي
- ارشيف الكاتب


لقد سابق الاعصار الذي ضرب كريتر كل التوقعات وغير كل حسابات وتقديرات الفلكيين السياسيين حيث لم يتوقع كثير من المراقبين أن تؤدي تلك العواصف والتغيرات السياسية إلى انشقاق السحابة التي كانت تتغذى من نفس الينبوع حتى ضربت الصواعق الصادرة منها كل تلك التكتلات فكان الانصار أعداء واهتزت الارض على اعضاء الفريق الواحد وتطايرت شرارات بركان كريتر الحامد لترمي حممها على السكان الامنين فتصيبهم بالفزع والهلع وتدمر ممتلكاتهم الذي لم يشير أحد إلى حتى مجرد الإشارة عن تعويضهم عن تدمير ممتلكاتهم من أموال وعقارات ومنقولات تضررت أشد الاضرار ناهيك عن التعويض النفسي للأضرار النفسية التي لحقت بالمواطن الآمن جراء تلك الفوضى العارمة غير مبررة الاسباب ومفسرة التفاصيل فكل ما قيل لتفسير ما انتاب كريتر قبل أن يلحق بها شاهين الطبيعي الذي فسره علماء الفلك حيث كان من الطبيعي أن تنال كريتر نصيبها من نفحات شاهين الجوي.

إن شاهين الجوي قد منح رقع من شبه الجزيرة الخير والنماء وزاد من مخزون منسوب المياه الجوفية ومد الأرض المروية بفرصة سانحة للزراعة والاثمار فكان خيرا على كل رقعة نزل عليه في بعض الامارات ومحافظات عمان وبعض محافظات اليمن خاصة الساحلية فكان الغطاء الذي أطل يبشر بقدوم شتاء عامر بالحياة والنماء.

شاهين كريتر حل على كريتر وحدها وإن كانت بوادره من أطراف الخليج الشرقي والغربي لكنه لم يمطر إلا الوبال والعار إذا كان من المنتظر بقدوم الحكومة أن ترتفع بوادر التغير وأن يترك للحكومة الهزيلة فرصة لمحاولة لم الصف والنظر إلى ما حل بالبلد من تدهور اقتصادي ومحاولة امتصاص ثورة الجائعين ومحاولة لم الصدع وانهاء الخلاف والبدء بالبناء لمشروع الدولة.

لكن الاعصار العسكري غير المبرر الذي ضرب شوارع كريتر وانعكست آثاره على كل الرقعة الجنوبية بدد احلام الجنوبين في اقامة الدولة وتحقيق حياة كريمة للشعب وقضت على كل جانب للتفاؤل في نفوس الجنوبين.

فشتان بين الاعصار الجوي والاعصار العسكري الذي ضرب كل امل في تحسين الاوضاع واعاد الامور إلى نقطة الصفر واطلق للتساؤلات العنان لماذا كلما حضرت الحكومة إلى عدن تختلق القصص والاحداث والمواقف غير المتوقعة فعلى من يقوم بتلك الاحداث أن يفسر التفسير المقنع لأن الشعب لم يعد يجهل تفسير تلك المواقف فالشعب ينتظر الحلول من أي طرف لما وصلت إليه الاحوال ولم يعد يرغب في الوقف إلى جانب طرف دون طرف فقد تكشفت كثير من الحقائق خلال السنوات السبع التي خلفت الحرب وقد استشعر عدم رغبة الاطراف المسيطرة على حلحلة الامور وعدم رغبة الرعاة على فض الاشتباك والخلاف الدائر بين أطراف السلطة بل اصبح على يقين أن الرعاة يحاولون تعميق الخلاف ويسعون إلى خلط الاوراق وابقاء ابلد في دائرة المجهول.