آخر تحديث :الجمعة-03 مايو 2024-09:03م

البطل القومي وجهوده المتواصلة دون ضجيج.

الخميس - 07 أكتوبر 2021 - الساعة 10:28 ص

عبدالسميع الاغبري
بقلم: عبدالسميع الاغبري
- ارشيف الكاتب


ستجتاج الكثير من الجرأة عندما تفكر في الكتابة عن شخص بجاش الاغبري ، ليس لأنك في مزاج سيء وغير صالح للكتابة، بل لأنك ستعجز عن وصفه، لثقل هذا الرجل وشخصيته المحبوبة لدي عامة اليمنيين برغم أنه خارج الضوء،في أي مكان تطأه قدمك وتقول أنك أغبري حتما سيذكرون بجاش الأغبري مباشرة.

يتمتع بجاش بكاريزما لطيفة وفريدة وساحرة، ويعيش حياة متواضعة، ولايتباهى بما يقوم به، ولو أراد لفعل ذلك غير آبهٍ؛ لكن أنشطته العملية والخيرية والوطنية والنضالية، تكتب كل يوم في تتصدر الصحف بالعناوين العريضة وفي واجهة المواقع الإلكترونية، مايفعله، يجعلك تلقائياً تحترمه وتجله وتقدره.

قد لا أكون طبقاً لبجاش ولايجوز لي إن اسمي نفسي بأنني لا أوافقه الرأي السياسي، لأني لست في مقامه ولادرجته بأي شكل، لكنني أنظر له كأب ومرجع ورجل قدم خير للجميع ووقف إلى جانب القبيلة التي ننتمي إليها كلينا في كل المنعرجات.

طاف هذا الرجل بكل البلدان، وسجل اسمه بأحرف من نور في صفحة الأبطال القوميين آبان مواجهته للاحتلال الإسرائيلي في فلسطين المحتلة وأصابته هناك، يكفي أنها نبضت من جسده دماء طرية روت تراب فلسطين الطاهر ، مترجلاً مواجهاً العدوا الإسرائيلي ولا شك أن هذه مكانة رفيعة في سجله النضالي، إذ لم يصل لها كل القادة والابطال اليمنيين على أختلاف انتمائاتهم.

مروراً بمقاومتة لاحتلال الجنوب ونشاطه في الحراك وتسببت له هذا المواقف الوطنية التاريخي الكثير من الآلام والجراح وقاسى مرارة السجون خلف قضبان من قبل نظام صالح القمعي المستبد، طوال سنوات أمتدت ورفض كل العروض لإغرائه والافراج عنه، لكنه فضل البقاء في دهاليز الغياب بدلاً من التخلي عن مبادئة الثورية والوطنية.

أتذكر أنه قال لي ذات يوم كلاماً رائعاً، لكني لم أصغي إليه جيدًا في ذلك الوقت، ومع كل حدث وبتتابع الأشهر ومرور السنين أكاد أراه أصبح واقعاً، بعد أن كنت اقول نقيضة عكشة مندفعاً، لأني لازلت طفلاً لا أعلم الكثير عن الحياة السياسية.

في حرب صيف 2015،كان الجميع يهربون يسافرون يرحلون، يفرون كالجرذان المذعورة، صوب كل البلدان خائفون من نار الحرب، وعلى العكس تماماً ألغى العم بجاش رحلته العلاجية، وبدلاً من اجراء عملية ضرورية لعضوء هام في جسده عاد يحمل المال الذي سيجري به العملية في كف وروحه في كفً أخرى وقد انبرى للدفاع عن الأرض الجنوبية الطاهرة وابلى حسناً وسطر أروع البطولات برفقة رجال كثيرون كان يتقدمهم حتى انتصر.

ولأنه قال لا للتبعية وخدمة أجندة دولية وقوى تتحكم بنا كيفما تشاء ، وتعيق ثورتنا وأهدافنا، تخلى عنه الجميع وحاولوا كسر شوكته بل وكانوا يرغبون في أكثر من ذلك لولا حكمته التي كانت تسبقهم، اليوم أرى هؤلاء الذين ارتضوا أن يكونوا أتباعًا وقرارهم في أيادي الغير، لقد تخلت عنهم هذه القوى ولم تعد تصرف له  أو تغدق عليهم كما كان عليه الحال في البداية واقول أن بجاش كان محقاً في قراره واتخذ الصواب.

على مدى السنين المتتابعة وكل الفصول والمنعطفات، بقي كما هو بجاش المتواضع صاحب العقل الرصين وإبتسامته لاتفارقة وحكمته تغلب كل عقول الآخرين وشخصياتهم، يسعى بجاش بايادي خيرية ويساعد في حل كل القضايا والخلافات متحركاً في كل مكان، لو أردت تعداد بصماتة لطال بي الحديث أيام وأيام.

أتمنى لهذا الرجل مزيداً من العلو والسمو والرفعة لأنه حقًا يستحق ذلك نظير كل جهوده وأعماله ونضاله، ولعل تدخله في قضية إغلاق مجمع الزريقي وجهوده إلى جانب أبناء قبيلته في استرداد  حقهم هي من دفعتني لأذكر غيض من فيض نبع اعماله واسهاماته التي تشبه النهر الذي يتدفق دون انقطاع في كل الفصول صافٍ وعذبٍ زلال.

#عبدالسميع_الاغبري