آخر تحديث :الأربعاء-01 مايو 2024-09:49م

إخفاق ذاتي للمجلس الانتقالي

الأربعاء - 06 أكتوبر 2021 - الساعة 06:12 م

توفيق حسين صالح
بقلم: توفيق حسين صالح
- ارشيف الكاتب


من خلال نقاش ودردشة مع الأخ وتؤام الروح صالح فاضل حول الأحداث الأخيرة التي مرت وعصفت بنا، أحداث كريتر الدامية والمؤلمة، وهو العقلية الجنوبية الفذة المحبة للجنوب والحريصة على المجلس الإنتقالي الجنوبي، تحدث عما يعتمل في أنفسنا، وما يختلج في صدورنا، وما نقوله باشكال مبتورة..

هو هنا لخص الإشكالية في حديثه الذي ننقله لكم هنا:

لستُ قلق على المجلس الإنتقالي الجنوبي والقوات الجنوبية والمشروع الجنوبي لا من الرياض، ولا من أبو ظبي، ولا من أي قوى خارجية، وإن كانت تشكل هذه القوى الخارجية ثقل حقيقي صعب أن نتجاوزه.. 
"وفي نفس الوقت كذلك لا قلق على الإنتقالي من ميليشيات الحوثي الإيرانية، ولا من ميليشيات تنظيم الإخوان المسلمين وقوى ما تسمى الشرعية رغم العداء الذي تكنه للجنوب وللجنوبيين، ورغم تحالفهم الواضح مع بعض ضد الجنوب والجنوبيين"..

لكن بإعتقادي عندما يوجد هناك المكون الحقيقي الذي يستطيع أن يحافظ على تنظيمه السياسي والعسكري والأمني بالشكل المطلوب، ممكن تصل مع هذه العواصم ومع أي قوى خارجية إلى إتفاقيات منطقية تحفظ لها مصالحها، وتحفظ لك سيادتك ومصالحك..

إنا قلق اليوم من تعاظم المصالح الشخصية على مستوى القيادات السياسية والعسكرية والأمنية الجنوبية التي اصبحت حجر عثرة أمام العمل المنظم سياسياً وعسكرياً وأمنياً..
وظهورنا بهذا الشكل الهوشلي والهش والعبثي، الذي يتغلب عليه الجانب الشخصي والجانب المناطقي..للأسف الشديد والعشوائية غير المنضبطة..

للأسف الشديد نحن نحاول أن نتجاهل، ونحاول أن نخلق لنا معوقات، ونحاول أن نتوه وننشغل في ملفات ثانوية على حساب ملفات مهمة جدا مثل عملية، مهمة العمل التنظيمي الداخلي..

انا اتابع خلال الفترة الماضية الإجتماعات المكثفة لهيئة رئاسة المجلس الإنتقالي وللرئيس مع كل الشخصيات والمكونات والإدارات..

مع إيماننا المطلق بضرورة هذا العمل الإداري المهم جدا، وهذه الاجتماعات مهمة جدا 
واعرف ان نتائجها في العادة تأتي متأخرة؛ لكن للأسف الشديد، حتى اللحظة لم نلمس أي شيء من كل هذا أبدا.

كلها امور شكلية، على اقل تقدير لم يصل منها للمواطن في الواقع الملموس أي شيء... 
لا على المستوى الإقتصادي ولا على المستوى الإجتماعي أي شيء ابدا.. 
بالعكس نحن اليوم نعود للوراء، ولو وقفنا أمام المشهد بشكل حقيقي وجاد، وقيمنا مكاننا ودورنا من سنة ماضية الى اليوم لوجدنا أننا عدنا للوراء خطوات كثيرة جدا..

تخيل بعد هذا العمل، وبعد الهيكلة الأخيرة التي حصلت، وبعد الجهود الكثيرة السياسية والعسكرية والأمنية التي قام بها المجلس، تكشفنا أحداث كريتر، وعرّتنا تعرية حقيقة جدا.... 
الهوشلية العسكرية والهوشلية السياسية والهوشلية الأمنية..  والهوشلية على مستوى القيادات السياسية، وحتى على مستوى التصرفات الشخصية التي ظهروا فيها تلك القيادات.

البعض من القابعين في اماكنهم العليا في الإنتقالي وقياداته والمؤيدين لهم، يحاولون أن يحدثونا عن معوقات وصعوبات على الأرض ندركها تمام الإدراك، لكن في النهاية قيادات المجلس والمنضوين تحت رايته كانوا جزء حقيقي في صناعة هذه المعوقات والصعوبات التي يواجهونها اليوم. ولم يعملوا على حلحلتها من وقت مبكر، او على أقل تقدير تبريدها ومحاولة التخفيف من وطأتها بشكل يحدّ خطرها في الوقت الحالي ومستقبلا، حتى نتفرغ لإصلاحها على المستوى الداخلي.

لم نواجه هذه المخاطر بشكل حقيقي واوقفناها ودمرناها، ولا استطعنا ان نبرد هذه المخاطر نوعا ما، على اساس ان نتفرغ لأنفسنا داخليا وننظم أنفسنا..

للأسف الشديد ما حصل في كريتر قبل ايام حتى قواتنا الموجودة في الخطوط الأمامية في الجبهات انحازت للموقف الشخصي، وانحازت للقائد بقناعات شخصية عن الجبهة الجنوبية..

وبالتالي خلونا نكون صريحين وحقيقيين مع أنفسنا... 
بإن المنافع الشخصية، والمصالح الشخصية التي تكونت خلال الفترة الماضية والتي بنوا منها امبرطوريات شخصية مالية لهم، هي التي تحرك القيادات اليوم.. 
وان كانت هذه القيادات ترفع شعار الجنوب والقضية والمشروع الجنوبي؛ لكن في الحقيقة تلك القيادات لا يهتمون الا في مصالحهم الشخصية وامبرطورياتهم المالية التي كونوها في الفترات السابقة على حساب القضية الجنوبية والمشروع الجنوبي، ومستعدون للقتال عليها قتال حقيقي وشرس، حتى ولو ذهبت القضية الجنوبية والشعب الجنوبي أدراج الرياح، ومستعدون لان يتحالفوا حتى مع الشيطان من أجل الحفاظ على مصلحهم الشخصية التي جنوها وحققوها خلال الفترة المنصرمة منذ 2015م..

على المستوى الخارجي هناك تغيرات حقيقية موجودة وطارئة على الملف اليمني بدخول لاعبين جدد،  بالأصح نكون أكثر دقة، ادوات جديدة للاعبين القدماء، وهذه الأدوات الجديدة قطعا ستكون على حساب عداوات قديمة موجودة في الساحة، مما سوف تؤثر على دورنا وعلى امكانياتنا..

على أقل تقدير، لا بد أن نصلح أمرنا الداخلي كتعويض عن أي خسائر قد نفقدها، سوى على مستوى الحلفاء او على مستوى الأصدقاء.

الحقيقة ليس هناك أي مؤشرات أو بشائر مبشرة.. 
كلما تفائلنا،. كلما اعتقدنا اننا نخطو للأمام للأسف الشديد نكتشف اننا نعود للوراء خطوات كبيرة جدا..

لست مطمئن، ولا مبسوط، ولا متفائل مما يحصل في الأرض الجنوبية من القادة والقوات والساسة الجنوبيين، بعيدا عن عن الدور السياسي الخارجي الذي نعلم جميعا ان هناك ادوات او لاعبين آخرين يتحكمون فيه..

للأسف الشديد على المستوى الداخلي ما فيش شيء يطمئن حد اللحظة.. 
وما نقول هذا الا من حرقة وألم ونقوله بشكل عفوي لعل وعسى تتدرك قياداتنا وقيادات المجلس الإنتقالي الجنوبي هذا الإخفاق..