ما عاد نحن عارفين رجل من في يد من، ولا عارفين هذه الحرب ضد من، وبين من ومن، ولا من مع من، ومن ضد من، ولا هل فلان مع الجماعة هذه وإلا مع الجماعة الآخرين، أو أنه مع ذولاك البعيدين.
المهم يبدو أن الوضع مدبوش في عدن وفي شبوة وفي صنعاء وفي كل البلاد، كنا نسمع عن تبادل الأسرى بين الشرعية والحوثيين، وبعد ذلك تبادل الأسرى بين الشرعية والانتقالي، واليوم تبادل الأسرى بين الانتقالي والانتقالي، يا إخوة هل أحدكم فاهم حاجة؟
بالصراحة أنا دوخت، وأنا أتابع الأخبار، وعندما يتصل بي أحدهم، ويسألني ويقول كيف الوضع عندكم في عدن؟ أقول له: ما عاد درينا رجل من في يد من، الأوضاع ملاطمة في ظلمة، وحتى رئيس الحكومة مسكين ولا سمعنا منه تصريحًا يطمن فيه المواطن، ومش عارفين هل تناول وجبة العشاء أو عاده؟ لأن كل المطاعم في صيرة مغلقة، والأوضاع مقلقة.
عدن الليلة والبارح حزينة، وزادوها همًا فوق همومها، رأيتها الليلة يكسوها الحزن والأسى، فالقوات منتشرة فيها في كل مكان، والكهرباء مقطوعة عن كريتر بسبب الطلقات الطائشة التي قطعت كل شيء، فما يدور في عدن اليوم يؤسس لصراعات جديدة، وأحقاد جديدة، وما حصل ليلة البارحة ما هو إلا تراكمات فوضوية كان يجب أن تصل إلى ما سمعنا به أمس والليلة، والقادم سيخبرنا عن أشياء ربما تكون أكثر دموية مما نحن فيه هذه الأيام.
مادامت الأجهزة الأمنية غير موحدة تحت قيادة واحدة، فستسمعون عن الأسوأ في قادم الأيام، فاللهم سلم عدن والوطن من كل مكروه.
