آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-07:08م

اقوى امرأة في العالم.. تتخلى عن رئاسة بلدها طواعيةً

السبت - 02 أكتوبر 2021 - الساعة 11:08 ص

منصور بلعيدي
بقلم: منصور بلعيدي
- ارشيف الكاتب


غادرت السيدة (انجيلا ميركل) منصبها من على سدة حكم ألمانيا بعد مسيرة حافلة استمرت لـ 16 عاماً. 

16 عاماً دون شبهة فساد. 

16 عاماً لم يُصنع لها تمثال. 

16 عاماً لم تنهب المال العام .

16 عاماً وهي تعيش في شقتها. 

16 عاماً لم توظف فيها أقاربها بمناصب حكومية.

16 عاماً لم تُطالب براتب استثنائي 16 عاماً خاليةً من الشبهات. 

16 عاما في أعلى مركز في أقوى دولة اقتصادية في العالم ثم تعتزل العمل السياسي بسلاسة وهدوء. 

تعتبر ‏انجيلا ميركل أقوى امرأة في العالم وانظف يد مسئول في العالم وأشرف مسئول في العالم وأكثر عزة ووقار وعفة. 

- قررت أن تتقاعد وتغادر منصبها كقائدة لأكبر دول الاقتصاد العالمي طوعاً من دون وجود خليفة واضح لها.

 لم توعز لحوارييها ان يخرجوا الى الشوارع في مظاهرات حاشدة للمطالبة ببقائها في سدة الحكم كما يفعل الرؤساء العرب في مواجهة الديمقراطية..

لانهم مذكرون لفظياً مؤنثون معنوياً وهي عكسهم تماماً.

كان باستطاعتها ان تفعل كما يفعلون متكئةً على كفاءتها ونزاهتها وقوتها وقدرتها على ادارة البلد بحكمة وفطنة واقتدار ..

لكنها ترفعت عن افعال اشباه الرجال وتصرفت كأفضل الرجال في زمن الذكور .

هي مسيحية... ومسيحيتها ذات مذهب واسع تستطيع من خلاله ان تعمل الكثير من العبث دون ان تخالف دينها... 

لكنها لم تعبث ولم تفسد ولم ترتشي ولم تجامل وكانت جبلاً في الصمود في وجه المفاسد والتجاوزات.

ذات يوم طالبها قادة الجيش والامن برفع رواتبهم لتوازي رواتب المعلمين فهم حماة الوطن فقالت لهم مستنكرة طلبهم: وهل تريدونني ان ارفع رواتبكم فوق رواتب معلميكم.؟! 

ورفضت الطلب. 

لو حصل هدا في احدى البلدان العربية لانقلب الجيش عليها وخلعها كما تخلع المرأة ملابسها... لان قادة الجيوش العربية هم بقايا من رواسب المستعمر

تربوا على كيف ينقلبوا على حكامهم وكيف يدمروا أوطانهم بايديهم وكيف  يتخلون عن اخلاقيات دينهم لان الاسلام في نظرهم دين عنف... 

وهدا ما صنعه المستعمرون في عقليات النخب العربية الهشة فكراً وسلوكاً وممارسة..

فأورثوا شعوبهم ذلاً وتخلفاً وجهلاً وانحطاطاً..

وتلك بضاعة العملاء والخونة وبائعي الاوطان.

يا حسره على الشعوب العربية كم يقودها الذكور وينعدم في قياداتها الرجال او حتى النساء ذوات الصفات القيادية والمؤهلات العلمية والاخلاقية.

فصرنا في ذيل القافلة.