آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-04:15م

الحياة قرارات .. الحياة ليست لعبة

الجمعة - 01 أكتوبر 2021 - الساعة 08:45 م

م. محمد نزار
بقلم: م. محمد نزار
- ارشيف الكاتب


بينما كنت استمتع بوقتي بقراءة كتاب، يتحدث فيه المؤلف عن تجارب متنوعة لأشخاص حول العالم، استوقفني عنوان لأحد المواضيع، اكثر خمسة أشياء ندم عليها الناس في آخر ايامهم، إن الذي شد انتباهي أن أول هذه الأمور كانت: تمني الكثيرين في آخر حياتهم وعلى فراش الموت، أنهم لو عاشوا الحياة على طبيعتهم، كما يريدون أن تكون، لا كما يتوقعها الآخرون منهم! هذا الأمر ذكرني بتلك العبارات التي اقولها دوما لطلابي في دوراتي التدريبية: إن حياتنا هي جملة من القرارات التي اتخذناها والتي مازلنا نتخذها، فمنا من يتخذ قرارات شجاعة في حياته ومنا من يتخذ قرارات جبانة.

إننا اليوم عزيزي القارئ، بكل حالنا وظروفنا، بكل أفراحنا وآلامنا، بكل ضحكاتنا وأوجاعنا، بكل من هم حولنا ومن فارقناهم أو فارقونا، بكل أموالنا وديوننا، بكل شيء نمتلكه او فقدناه، ما هي إلا حصيلة لكل قراراتنا التي اتخذناها في الماضي. أنت اليوم حصيلة الأمس، وأنت في الغد حصيلة لكل قراراتك التي سوف تتخدها اليوم. هل فكرت يوما بنوعية القرارات التي تتخدها؟ هل أخدت استراحة محارب لتسأل نفسك هل تتخذ قراراتك بشكل صحيح أم بشكل فوضوي؟ هل تتخذ في حياتك قرارات شجاعة تجعلك ترتقي تنمو وتتحسن نحو الأفضل؟ أم أنت تتخذ قرارات جبانة وذلك تحت شعارات متعددة وكلها باعتقادي زائفة، ربما أهمها: على قدر فراشك مد رجليك، أو ربما: جني أعرفه خير من أنسي ما أعرفه ، أو ربما: أبعد عن الشر وغني له، والكثير والكثير من الأمثال والشعارات التي لا نستخدمها إلا لنحاول أن نتستر بها على قراراتنا الجبانة.

لنتفق أنا وأنت - اعتقد اننا متفقين سلفا - أنها حياتك أنت، دنياك أنت، وأنت الوحيد الذي لك الحق أن تقرر كيف ستعيشها. ان اتخاذ القرارات الشجاعة لن يحتفل بنتيجتها، ويستمتع بثمارها، ويفرح بها أحد مثلك أنت، وقراراتك الجبانة وما سيترتب عليها من بؤس ووجع، وربما وخسارة وألم، لن يتجرعها أحد سواك. 
كنت قد تحدثت في مقالي الأخير عن موضوع بعنوان استراحة محارب، والآن أنا أصر عليك بأن تأخد استراحة محارب، لتراجع حساباتك وتتخذ جملة من القرارات حول مصيرك وحياتك، وكيف تريدها أن تمضي بك. 
إن الحياة ليست لعبة، اذا خسرت في إحدى مراحل لعبة الفيديو جيم ( Video Game) بإمكانك أن تعيد تحميل اللعبة مرة أخرى، أويمكنك أن تضغط على زر إعادة بكل سهولة، ولكن في الحياة الواقعية: نعم يمكنك أن تبدأ من جديد بعد كل إخفاق أو عدم نجاح، ولكن دوما هناك كلفة تدفع مقابل هذا الإخفاق، كلفة ندفعها من أعمارنا، من أوقاتنا من مجهودنا، ربما كلفة من علاقاتنا ولا شك من مشاعرنا وأحاسيسنا؛ لهذا الحياة ليست لعبة، أسرتك ليست لعبة، وظيفتك ليست لعبة، صحتك ليست لعبة، كما أن مشاعرنا ووطننا وانتمائنا وقيمنا واخلاقنا وعاداتنا ليست لعبة.

عزيزي القارئ اعد مراجعة حياتك وقراراتك، وكن شجاعا في أن تتخذ قرارات تصحيحية قرارات شجاعة: لذاتك لحياتك ولمصيرك، فالحياة قرارات، الحياة ليست لعبة.