آخر تحديث :السبت-05 أكتوبر 2024-11:52ص

الجنوب بين الجد والحفيد

الخميس - 30 سبتمبر 2021 - الساعة 10:24 م
فضل علي العيسائي

بقلم: فضل علي العيسائي
- ارشيف الكاتب


 

تعجبت كثيرآ من مناشدة واصرار وترحيب الانتقالي بعودة رئيس الحكومة معين عبدالملك وكيف اصبح الجنوبيون يستجدون منه ماهو حق لهم انتزعوه بقوة تضحياتهم ويقع في الطليعة اسر الشهداء والجرحى والضباط الاحرار الذي فجروا الثورة الجنوبية وثابروا في ديموميتها حتى النصر حتى ان جزء كبير منهم قد قضى نحبه اما بالمعركة او بالمرض او بالجوع عندها تذكرت ان شعب الجنوب وقواه الحية لايزال على نفس السجية الممزوجة بالطيبة والسذاجة والنسيان .
ففي الماضي القريب وعند قيام الحزب الاشتراكي اليمني في اكتوبر 1978م بعد انتهى مرحلة من الصراعات الجنوبية الجنوبية تم تسليم رئاسة الدوالة والحزب للشهيد عبدالفتاح اسماعيل وهو ابناء تعز وذلك لاينكر تاريخه النضالي والكفاحي في الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل وكيف انه قد اعاد ترتيب اصحابه في مفاصل الدولة الهامة ومنهم ( محسن الشرجبي ) الذي كان يشغل وزارة امن الدولة حيث بداء الاخير مستقويآ بالرئيس وشلته بالتدخل في شئون وزارة الدفاع الذي كان وزيرها حينذاك الشهيد علي عنتر  وطلب محسن بانشاء دائرة امنية في وزارة الدفاع تختص بامن المعسكرات والوحدات القتالية تتبع امن الدولة وبعد تمرير هذا طرح الطلب الثاني بفصل سلاح الصواريخ وهو سلاح هام وفتاك من وزارة الدفاع والحاقة بأمن الدولة عند ذلك نشب صراع كبير بين الشهيد علي عنتر ومعه غالبية قيادة الجيش من طرف ومحسن الشرجبي ومعه الرئيس عبدالفتاح وشلته حيث استغل هذا الصراع الرئيس علي ناصر محمد وغذاه حتى تم ابعاد الرئيس عبدالفتاح اسماعيل الى روسياء وسجن محسن الشرجبي واغتيال الشهيد  عبدالعزيز عبدالولي وفي غبار الصراع  تم اغتيال الشهيد محمد صالح مطيع و الشهيد حسين قماطة وتم تمكين الرئيس علي ناصر محمد  بالمناصب الثلاثة امين عام للحزب ورئاسة مجلس الشعب ورئاسة مجلس الوزراء والتي كانت بعد 1969 م موزعة بين ثلاثة وبعد 1978 م موزعة بين اثنين ..
ولم يلبث هذا التفاهم كثير حيث بعد مرور فترة قصيرة بداء الصراع بين الرئيس علي ناصر محمد ومعه شلة كبيرة يغلب عليها الطابع المناطقي والشهيد علي عنتر وشلة من القيادة وايضآ لاتبرئ من المناطقية ومع استمرار الصراع طرح الشهيد علي عنتر وبقوة عودة عبدالفتاح اسماعيل عدوه القديم وذلك لاذكى الصراع وتأجيجه مع عدوه الجديد علي ناصرمحمد وعاد عبدالفتاح في بداية 1985 م وازداد الصراع جذوة واعتقد كان من اهم الاسباب التي دفعت الرئيس علي ناصر الى تفجير الصراع في يناير وبطريقة غادرة ...
وبقراءة هادئة للمشهد السابق والمشهد الحالي تتكرر كثير من السمات !!
ويجول في خاطري سؤال هام هل وصل الجنوبيون نخب وقواعد الى هذا المستوى من السذاجة في نسيان  الماضي وتكرار المشهد الى حد كبير وهل يسير الحفيد على نفس خطى الجد ويجدد الجنوبيون الصراع والاقتتال والخراب والدمار للجنوب وارضه ..
نامل من ذوي العقول تفويت الفرصة على الاعداء وعدم تكرار المشهد التاريخي بصورة فجة ..

خلقنا احرار وسنموت احرار بأذن الله

العميد فضل البجيري  العيسائي 
    عدن 
30 سبتمبر 2021 م