آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-11:33م

حتى القطعان لها قائد يقودها لبر الأمان

الإثنين - 27 سبتمبر 2021 - الساعة 10:33 م

عمر سعيد محمد بالبحيث
بقلم: عمر سعيد محمد بالبحيث
- ارشيف الكاتب


أي وحدة جزئية في العالم العربي لابد أن تمثل إرادة شعبي أو أكثر من شعوب الأمة العربية .. هذا ما ورد في ميثاق العمل الوطني الذي قدمه الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر للشعب في 21مايو1962م مستفيدا من فشل الوحدة بين مصر وسوريا.

الملفت للانتباه تطابق التاريخ 21مايو 1962م، و21مايو1994م يفصلهما33عاما يعلن شعب الجنوب على لسان رئيسه علي سالم البيض عن انسحابه من الوحدة الجزئية التي دخلها مع اليمن من دون إرادته، وفك ارتباطه باليمن. فشل تكرار الوحدة يتكرر بين دولتين عربيتين يتكرر بعد مرور أكثر من 3 عقود من الزمان. فلماذا نظل نتمسك بتجربة فاشلة؟ أو نحاول نكررها بشكل أو بآخر! وخاصة أن الرغبة والإرادة وحدهما لا تكفيان لقيام وحدة متينة اندماجية أو اتحادية بين دولتين ولو أقاموا لها إطار دستوري حقوقي، ما لم تكن الرغبات والإرادات الجماهيرية منسجمة. بل ومع وجود تجاهل وإغفال للفوارق الموضوعية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية بين الجنوب والشمال من ناحية، ومن ناحية ثانية عدم السعي للتغلب على تلك الفوارق والتي اشتد أوارها في الآونة الأخيرة، وعدم التغلب على الأسباب الناشئة لتجريع جماهير الشعب أصناف عذابات وويلات لا تقف عند حد معين بأساليب وحشية.

فوارق أدت ولازالت تؤدي إلى اصطدام الإدارة بالحكم تبرز من تصادمهما جملة من العقبات المولدة لسلسلة من الأزمات كل أزمة تجر خلفها شبكة من المشكلات لا نهاية لها. وإن كثرت النصوص المكتوبة والمنشورة حول أسهل المعالجات والداعية للخروج من خيوطها بأقل ثمن، إلا أن لا حل في الأفق بسبب غياب الرغبة والإرادة والقيادة الواحدة. 

والسبب الرئيسي يكمن في اختلاف دوافع وأهداف القوى الاجتماعية والسياسية في كل من الشمال والجنوب.

اليوم وفي الوضع المنهار والمدهور السعي وراء تحقيق الواحدية، واحدية النضال، واحدية المعاناة، ومن ثم واحدية الثورة إنما هو انهاك لجماهير شعب منهك في القرن الواحد والعشرين.

لتقدم كل محافظة ما تستطيع على قدر ما بها من ألم. ويعلم الشعب أن لا انتفاضة ولا ثورة بلا قيادة تقود وتوجه النضال الوجهة الصحيحة إلى بر الأمان. وما عدا ذلك فإنها الفوضى بعينها.

 ومن يكذب ويدعو الجماهير للاحتجاجات دون أن يعلن من هو قائدها وأي حزب أو مكون أو قوة سياسية أو اجتماعية يقودها فإنما خاسر ومتهرب من تحمل مسئولية النتائج. حتى القطيع يختار لنفسه قائد يكون قويا قادر على تحمل المسئولية.

كل حزب كل مكون كل قوة سياسية أو اجتماعية جنوبا وشمالا تقديم برامجها ومشاريعها الإنقاذية بصدق وأمانة للجماهير الطامحة لتحقيق أمانيها في التطور والعيش الكريم. ومن العار أن تقف الأحزاب والقوى السياسية والاجتماعية موقف المتفرج الصامت وضحايا آثروا تقديم أرواحهم رخيصة من أجل أن يعيش الجميع يتساقطون من حواليهم.