آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-04:40م

علاقة المنطق الرياضي بثورة 26 سبتمبر.

الإثنين - 27 سبتمبر 2021 - الساعة 08:55 م

بدر قاسم محمد
بقلم: بدر قاسم محمد
- ارشيف الكاتب


في سياق الحديث عن سوء الوضع الاقتصادي وانهيار قيمة الريال اليمني مقابل العملة الصعبة وارتفاع أسعار المواد الغذائية في عدن والجنوب عامة، يؤكد أحد الخبراء الاقتصاديين أنه، بتخطي قيمة الريال السعودي حاجز ال300 ريال يمني، والدولار الامريكي حاجز ال1000 ريال يمني، سيحتكم مؤشر الارتفاع للرقم عشرة في العد التصاعدي، أي أنه سيكون العد هكذا، 310، 320، 330 .. والدولار، 1010، 1020، 1030..،. والسبب في ذلك، وفق الخبير الاقتصادي، عائد لأن الريال اليمني الواحد اصبح يساوي 0.003 مقابل الريال السعودي و 0.001 مقابل الدولار الأمريكي. ممايعني أن سلم العد الأحادي اليمني الذي يقبع عند الجزء الواحد من الألف، لايصلح للعد التصاعدي بفارقه الضئيل في ظل الفارق الكبير بين قيمة الريال اليمني وقيمة العملة الصعبة. بينما من غير الوارد سريان نفس المعادلة الحسابية على مؤشر الانخفاض، لأن ذلك يحتاج إلى معجزة إلهية في هكذا وضع اقتصادي وسياسي سيء جدا.
   
من جانب آخر متصل بالرياضيات اليمنية ومنفصل عن انشغالات الشارع الجنوبي بملاحقة المعادلة الحسابية الجائرة التي فرضت عليه. يبرز فجأة انهماك النخبة اليمنية الحاكمة بحساباتها الوطنية الخاصة. فعلى الطرف الآخر يظهر نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر منهكما هو الآخر في العد والحساب الوطني، إذ عد الأحمر ذكرى ثورة 26 سبتمبر "59 ربيعا وضاءً" وفق تهنئته التي رفعها للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في ذكرى الثورة أعلاه. 
لم تتوقف ساعة محسن الأحمر البيولوجية منذ سبتمبر 2014 واستمرت في العد محتسبة السبعة الأعوام الخريفية التي تلت سقوط صنعاء بيد الحوثيين ضمن ال"59 ربيعا وضاءً" حسب وصفه.

بصورة عامة، الجميع ذكر نفس الرقم الذي ذكره الأحمر لكنهم لاعتبارات اللحظة المأساوية منذ سقوط صنعاء ومعظم الشمال اليمني بيد الحوثيين، فضلوا وصف المناسبة ب"الذكرى ال59 لثورة 26 سبتمبر"، بينما يصر نائب الرئيس اليمني وبعض القوى اليمنية على وصف ذكرى سبتمبر "بالعيد".
ذلك يعد من مفارقات اللحظة اليمنية الراهنة والملتبسة التي تعيد تعريف ثورة 26 سبتمبر وفق السؤال التالي:
هل يجوز الاحتفاء بثورة 26 سبتمبر بصفتها عيدا وطنيا أم ذكرى وطنية؟!.
فهناك من يرى أنه من غير اللائق وصف الذكرى البعيدة عن موطنها الحقيقي"صنعاء" العاصمة التي تقع الان تحت سيطرة الجماعة الحوثية سليلة الدولة الملكية السابقة، بالعيد. إذ أنه لايعد العيد عيدا إلا إذا تحقق على أرض الواقع. لذلك يعكس احتفاء محسن الأحمر بهذه الطريقة الفاقعة اعترافا ضمنيا بالجماعة الحوثية.
مازال نائب الرئيس اليمني وجماعته العقائدية، مصرين على الاحتفاء الفرائحي تأسيا بقول الفنان الكبير الراحل ابوبكر سالم في أغنيته الشهيرة "احتفل بالجرح"، معربين عن اعتمادهم طريقة جديدة في العد والحساب، تعكس توجهاتهم السياسية الخاصة التي تتصل بالرغبة الجامحة في حرف الوجهة الوطنية والعسكرية باتجاه الجنوب وعدن كما هي العادة.

لذلك أنا على ثقة تامة بأن هؤلاء ليسوا آدميين أو وطنيين وسيظلون محتفلين بالجرح وبالوضع الكارثي الذي تعيشه البلاد والعباد. ناهيكم عن احتفالهم بذكرى سبتمبر البعيدة عن موطنها الأصلي بكل بجاحة وقلة حياء لاينكرها عليهم أحد. الأمر الذي يدفعنا لمواجهتهم بمنطقهم الرياضي والسؤال، هل ثورة 26 سبتمبر ذكرى أم عيد؟!.

 

......
بدر قاسم محمد