آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-02:20م

الثورة عمل وليست شعارات

الإثنين - 27 سبتمبر 2021 - الساعة 03:54 م

مكرم العزب
بقلم: مكرم العزب
- ارشيف الكاتب


 

59 عاما مر من عمر ثورتنا السبتمبرية ومازالت مشاهد الظلم والطغيان والكهنوت والاستبداد تتكرر وبصور ربما أبشع وأقبح مما كان قبل 1962م، فالسجن باق والسجان تلون بمساحيق الرياء والشعارات الزائفة.

الفقر والجوع باق والحاكم الجشع لم يبق لنا رشفة ماء أو لقمة خبز ،الجائعون كل يوم بازدياد ومصاصوا الدماء هم نفسهم قبل الثورة وبعد الثورة بالعشرات ،فقد تشعبت مشاربهم وتعددت مصادر أرزاقهم،والمعدمون الكادحون يتلون خلف أشرعتهم بحثا عن كسرة خبز أو لقمة مغموسة بالذل.

بعد 59 عاما من عمر الثورة مازالت الطبقية والعنصرية والمناطقية والمذهبية والسلالية سيدة الصراع،ولم نر الحكم الجمهوري العادل إلا في كتبنا المدرسية وشعاراتنا الغبية التي نرددها كالبغبغاوات ولا ندرك معناها.

بعد 59 عاما من الثورة خرج لنا جيل يقدس الفرد ويؤمن بأساطير الإنس و الجان، ويرى في الجاهل المعتوه الخارج من كهوف مران المنقذ الأوحد وصاحب العلامة النبوية والسلطان، فكانت علامة سامقة في رفع مستوى الشعب ثقافيا،واخراجه من ظلمات القرون الوسطى إلى نور العلم والعولمة في القرن الواحد والعشرين

بعد 59 عاما من الثورة السبتمبرية سمعنا جعجعة ولم نر طحينا ،أذاننا صمت من زيف الشعارات والهتافات للقائد الملهم،والزعيم الهمام، وراينا القتل والموت والدماء في كل منعطف وحارة وشارع،فعطل القضاء،واستحوذ الغباء على ما تبقى من عقولنا،ويمكن لو كان عاش الطاغية الاول قبل الثورة لكنا أحسن حالا من الآن.

بعد 59 عاما من الثورة يموت الناس في بلد الثورة ولا يجد من يقدم له أبسط خدمة استشفائية ،ولا يجد طريقا معبدا ولا مدرسة تحمل معنى المدرسة كما في باقي الاقطار ودول العالم من حولنا،

بعد 59 عاما من الثورة ينام اغلب اليمنيون وهم يفكرون بكيس القمح كيف يحصلون عليه من مساعدات الدول لهم،بدون وساطة أو محسوبية أو اذلال.

نحن اليمانيين نحتاج إلى أن نعيد النظر فيما نريده من الثورة ونبتعد عن الشعارات الزائفة ولتصحيح مسار الثورة،فالثورة أفعال لا شعارات و أقوال ...والدهر فقيه