آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-04:54م

إذا لم تستح فاصنع ماشئت

الإثنين - 27 سبتمبر 2021 - الساعة 03:26 م

د. أنور الصوفي
بقلم: د. أنور الصوفي
- ارشيف الكاتب


سمعنا ويا ليتنا لم نسمع، سمعنا كلامًا يستحي من أن يتفوه به إلا رجل قد تجرد من كل مصداقية، ومن كل حصافة سياسية إن صنفنا قائله سياسيًا، ولكن يبدو أن قائله لا علاقة له بالسياسة لا من قريب ولا من بعيد، فهو مجرد بوق في عالم المناكفات السياسية.

 تحدث اليماني ياسر عن صاحب الفخامة الرئيس هادي وكال التهم صاعها وثمينها، وجانب الصواب من كل جهاته، ولم يتورع في اتهامه، بل بالغ، وزاد، وكأن خوفه عندما بدأ بكذبه جعله يكذب، ويكذب حتى أننا رأينا المذيع صامتًا وكأنه يستغرب من كل هذه التهم، فهي تهم لن يصدقها المجنون ناهيكم عن العاقل.

 هرف ياسر الذي ليس له من اسمه إلا التيسير نحو قلب الحقائق، وليس له من يمانيته إلا جواز سفره والبطاقة، وإلا فأنه قد انسلخ من كل ذلك، ياسر اليماني الذي تعود عليه الجميع بأنه بذيء اللسان، يفجر في الخصومه، ولا يرعوي عن قول الكذب، بل أن سوقه لا يحمى إلا بكيل التهم الباطلة، ياسر اليماني بوق لكل من طلبه، فتارة تراه يجادل هناك، وأخرى تراه يجادل هنا، وقد جاء في الحديث: (( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت))، وقال الشاعر: يعيش المرء ما استحيا بخير* ويبقى العود ما بقي اللحاء، فلا والله ما في العيش خير* ولا الدنيا إذا ذهب الحياء، إذا لم تخش عاقبة الليالي* ولم تستح فافعل ما تشاء، وياسر قد نُزِع الحياء من محياه، وملأ لسانه بالكذب، وقلبه بالحقد، فحتى خصوم هادي لم يتهموه بِعُشر ما اتهمه به ياسر اليماني، ستتساءلون لماذا لم يتهم هاديًا خصومه كما اتهمه ياسر؟ الجواب في كلمتين، وهما: لأنهم رجال، والرجل لا يكذب، لهذا رأينا خصوم هادي يمتدحونه، وإن خالفوه، ويعكسون كل تقصير لتعقيدات المرحلة.

 يا ياسر اعلم يا هذا أن صاحب الفخامة فوق كل بذاءاتك، فترفع في كلامك، وحاول تنتشل نفسك من المستنقع الذي أنت فيه، واطو لسانك، وعش عزيزًا كريمًا فأنني لم أجد شيئًا جميلًا فيك إلا اسمك، أما كل الذي سمعته منك فأنه لا يرضي خصوم هادي، لأنهم يعلمون أن كلامك في هادي رفعة له، ألم تسمع لقول الشاعر: وإذا أتتك مذمتي من ناقص* فهي الشهادة لي بأني كامل، ويكفي فيك هذا البيت، ونسأل الله لك الهداية.