آخر تحديث :الإثنين-06 مايو 2024-12:10ص

الحشمة نقمة

الأحد - 26 سبتمبر 2021 - الساعة 07:56 م

القاضي صالح النسري
بقلم: القاضي صالح النسري
- ارشيف الكاتب


لا شك أن الحشمة هي نعمة من نعائم الله سبحانه وتعالى، عندما يكون الإنسان متبع سلوك الحشمة والاستقامة ولا يقدم على عمل الا وهو واثق منه وثاقة الجبال الشامخة، لا يغلط على أحد ولا يؤنب الأخر من منزله إلى عمله هذه الاستقامة المتبعة من قبله والتي يمارسها يومياً نتيجة إيمانه الشديد بالله ولا يلفت نحو المعاصي أو ما يُغضب رب العالمين، ويحافظ على الصلوات الخمس ليلاً نهاراً هذا كله فإن هذا السلوك يغضب الكثير من بني البشر الذين لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب، فدائماً ما تجد هؤلاء الناس يمارسون السلوك السيئ تجاه هذا الشخص ويحاولون استفزازه بكل الطرق والوسائل فتكثر الاتهامات والأسباب نحوه فمنهم من يعتبره أنه بتجه باتجاه الرياح وأنه بلا مبادئ وبلا اخلاق وممكن يبيع نفسه بارخص الأثمان فيما تزداد الاتهامات حوله ويتم تصنيفه على حسب أهوائهم، وهذه مشكلة في الناس وفي العصر هذا الذي نعيشه وهو عصر جاحد جرد الغالبية من الناس من الأخلاق الحميدة والسلوك الإنسانية الطيبة التي لم نجدها ابداً في عصرنا الحالي الا عند واحد بالمائة وأقل من ذلك، أنه عصراً مرير جداً ومتخلف جداً اشغل بني البشر في مسائل جمة لا تخصهم ولا علاقة لهم بها بل حق تصرف فضولي دون أن ينصبه احدا بذلك .

أن التخلف المرير الذي نعيشه وظروف الحياة المعقدة والصعبة وانتشار الجهل والاُمية بين أفراد المجتمع هي من جعلت بني البشر يتعاملون بهذه الصورة العفنة والقبيحة وانشغالهم في شؤون الناس الأخرين الذي لا يخصهم
فهم بذلك يريدون إن يقولوا بأن هذا الإنسان من البشر لا نريده أن يعيش بيننا وعليه أن يرحل خارج المنطقة!!!! هذا الإنسان لا يعتدي على حقوقكم وعلى كرامتكم وشرفكم ولم يهدد أحد منكم إنما الظروف اذا استمرت بهذا الوضع وبهذه العجرفة من قبلكم وان تتمنون ما تريدون منه وكانكم في ليلة القدر هذا أمر غير طبيعي منكم وتدخل في شؤون الغير الداخلية، فيجب ان يوضع له حل اما إن تتخلوا المسؤولية تجاهه أو تستعدوا لرد الفعل عليكم وسوف يأتيكم قريباً والمسؤولية هي مسؤولية من كان السبب وليس مسؤولية من يرد عليكم، نحن لسنا بدمية تضحكون عليها وتتفاخرون بماضيكم اللئيم والاسود- فمن غُلط على جاره عليه أن يعتذر ويقدم اعتذار ولو بكلام طيب اقل شئ يبعد الحساسيات بين الجيران ونزاعات الحقد والكراهية، ولكن وجدنا فيما بين نسكن بجانبهم وكأننا دُخلاء عليهم اتينا لكي نخرجهم عن أماكنهم، فالعيش حق لكل إنسان يعيش حيث ما يريد في ارضه، ولا يستطيع شخص أن يعترض عليه أو يضايقه ونحن متساوين أمام القانون ومن أراد نفسه أنه فوق الناس وليس مثلهم عليه أن يجرب حظه مع هذاك أو ذاك الإنسان الذي لا يرغب في بقائه عنده .

فليعلم الجميع أن هناك كثير من الأشخاص من الجيران أو غير الجيران تصدر عنهم روائح كريهة جداً على الآخرين ارجوا إغلاق هذا الباب وعدم ذكره ومن قال إنه قوي يستطيع أن يقول ما يشاء ويعمل ما يشاء سوف يأخذ حسابه في الوقت المناسب وكل شيء مسجل عندي من قبل الطيب والبذيء والحشمة أصبحت في هذا الزمان نقمة وليس نعمة.
وبالله التوفيق