آخر تحديث :الثلاثاء-23 أبريل 2024-09:08ص

صديقي المدير.. أدِر ولاتُدِر

السبت - 25 سبتمبر 2021 - الساعة 11:00 م

د. غازي الحيدري
بقلم: د. غازي الحيدري
- ارشيف الكاتب


لم تكن الحياة ـ بمجرياتها ومتغيراتها ـ بَخيلةً علينا  بدروسها، إذ كل يوم بل وكل لحظة لاتكاد تمر علينا إلا ونحظى بدرس من دروسها؛ لتظل هذه الحياة هي المدرسة النموذجية التي تحتوينا على الدوام؛ لاتغلق دون طلابها الأبواب لأي سبب من الأسباب.

ولأنني واحد من طلاب هذه المدرسة الكبيرة؛ فلن أكونَ محتكراً لدروسها على من لم يحظَ بما حظيتُ به من دروس، بل سأرفع بها صوتي عالياً ليسمعها كل من أراد الاستفادة منها، وليأخذ منها كل متعرض لها مايناسبه، وفقاً لمستواه وحاله ومجاله..

وحتى لا أطيل في مقدمتي، دعني ـ أيها القارئ الكريم ـ أشرع مباشرة فيما أريد قوله ، إذ أنني بحكم طبيعة عملي قد خضتُ تجارب عدة في حياتي ومن بينها تجربتي في المجال الإداري لعدة سنوات، وقد منحتني الإدارة عدداً غير قليل من دروسها، ومازلت أنهل من نبع مدرسة الحياة الفياض.

وهأنذا قد عزمت على  نقل بعضٍ من تلك الدروس لكل الزملاء ولكل القراء، وبإشارات عابرة مختصرة، ومختزلة لتجربة ممارسٍ لتلك المهمة أو المهنة، علّها تفيد صاحبها أولاً ثم الآخرين إن احتاجوا إليها ،  وقد ارتأيت أن يكون عنوان مقالي هذا مناسباً لسرد بعض من تلك الدروس، التي أوجزها فيما يلي :

عزيزي المدير : أدر ذاتك قبل إدارة الآخرين، ولاتدر ظهرك للبسطاء من الموظفين.

صديقي المدير : أدر أفرادك بالقدوة واللين، ولاتدر جنودك بسياسة المتعالين.

أخي المدير : أدر مؤسستك بالتركيز على الفجوات، ولاتدر بوصلة اهتمامك عن مبدعي المنجزات.

أيها المدير : أدر أدبياتك بأرشفة ملفاتك،  ولاتذر وقتك يهدر بغير أولوياتك.

عناية المدير  : أدر عجلة الإنجاز بالتعزيز وبالتحفيز، ولاتدرها للوراء بعصا التسلط والتعجيز.

سعادة المدير : أدر العقول بنور المعرفة و التنوير، ولاتدر العواطف بعصا التربص والتعكير.

سيادة المدير : أدر الأسماع بطيب الكلام، ولاتدرها برفع الصوت وطول الملام.

*أخي وصديقي المدير* : أدر الكل بحب النظام وعشق المهام، ولاتدرهم بسيف السلطة ولا بسوط الإمام.

*تقبل عزيزي قبيل الختام*
*تحايا مُحبّ لهذا المقام* 
*وصلّ دواماً وزد بالسلام*
*على من أدار الدنا والأنام*

ألف سلام