آخر تحديث :الخميس-04 يوليه 2024-02:16م

لن احتفل بثورة لم تحقق أهدافها

السبت - 25 سبتمبر 2021 - الساعة 05:55 م

سمير القباطي
بقلم: سمير القباطي
- ارشيف الكاتب


ثورة 26 من سبتمبر الذي سطر فيها الابطال اروع الملاحم الثورية واستشهد على إثر قيامها كل وطني غيور يحلم بيمن جديد يحقق أهداف الثورة التي من شأنها انطلقت شرارتها في عام 62 .

ولكن بعد 59 عاما لا نجد أي هدف من أهداف ثورة الآباء والأجداد قد تحقق  بل عدنا باليمن إلى ما قبل الثورة بعشرات السنيين . 

كيف لي أن أحتفي بثورة لا يزال الشعب يئن تحت وطيء الفقر والجوع والتشريد.

على مدى أكثر من نصف قرن زاد المواطن اليمني مآسي  لا يتحملها اي شعب على هذا الكوكب .

لن يجد المواطن اليمني أدنى مقومات العيش الكريم عن اي ثورة نتحدث ونحتفل بعيدها  كل الذين يتغنون بعيد الثورة خارج البلد المدمر المنكسر .

المحتفلون بعيد الثورة . أيها الثورجيين هل انصفتم عائلات الشهداء، هل  قدتم الحرب ضد من سرق ودمر وأعاد اليمن عصورا الى قبل الثورة ، 

كيف نحتفي اليوم ونحن لا  أعدنا الآلة الاقتصادية لخلق الثورة، ولا شمرنا عن سواعدنا للدفاع عنها وتثبيتها ، ولا دخلنا في الاصلاحات الجذرية المطلوبة في الاقتصاد، والتعليم، والقضاء، والإعلام..

كيف نحتفي بالثورة ونحن نرى أجساد ضعيفة وبطون خاوية  على قارعة الطرقات ارتسمت على وجوهها ما تحقق من الثورة .

يجب أن تنظروا إلى الدول التي تقيمون فيها وتحتفلون بمنشوراتكم وكتاباتكم من شققها وفنادقها الفاخرة. 

وتمعنوا جيدا ما قالته مارجريت عازر، البرلمانية المصرية  السابقة عن ثورة مصر المجيدة، إن التاريخ سجَّل ذكرى ثورة 23 يوليو المصرية بأحرف من ذهب وستظل خالدة، مضيفة أن الثورة إنجاز وطني حمل لواءه أبطال القوات المسلحة.

وتابعت «عازر» أن الجيش المصرى أنهى الاستعمار والتبعية وأعادوا لمصر عزتها وسيادتها على أراضيها، وأحدثت ثورة 23 يوليو نقلة قفزت بالشعب المصرى إلى عصر جديد من الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية وسيادة القرار الوطنى، مشيرة إلى أن ثورة 23 يوليو غيرت مجرى التاريخ وأرست قواعد العدالة الاجتماعية والحياة الديمقراطية السليمة، وحققت إنجازاً للسيدات بالسماح لهن بالتصويت والمشاركة في الانتخابات لأول مرة في التاريخ، معتبرة ذلك أقوى تأثير للثورة على الحياة النيابية في مصر إلى جانب أن الثورة أنجزت العديد من المشروعات القومية على رأسها السد العالي، وتأميم قناة السويس، وتعميم مجانية التعليم وجعلت لمصر دوراً مهماً في مؤتمرات القمة العربية. والعالمية. 

وعندما استشعر الشعب المصري وقيادة الجيش اخيرا ان ثورتهم سيتم سحقها   وإعادة مصر إلى ما قبل الثورة بزغ نجم عبدالفتاح السيسي  الذي وقف بكل جدارة واقتدار أمام من يريدون ضياع بلدة  وحمل على عاتقه قيادة مصر إلى بر الأمان كان الشعب يقف إلى جانبه بكل أطيافهم ومعتقداتهم..

لم ينظروا إلى شخص السيسي ولكن كانت نظرتهم لوطنهم الذي قاد ثورته شهداء ابطال  لينعم ابناءه في رخاء ..وعدم السماح للعملاء والمرتهنيين وبايعي الأوطان ان يكون لهم وطأة قدم في مصر المحروسة وبعد سنوات قليلة انظروا أيها الثورجيين إلى مصر وماذا تحقق فيها .

عار علينا أن نحتفي بثورة ووطننا لا يزال محتل ومرتهن.