آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-02:14م

عدن .. لم يتبقى غير الكتابة عن الموت

السبت - 25 سبتمبر 2021 - الساعة 11:10 ص

علي منصور مقراط
بقلم: علي منصور مقراط
- ارشيف الكاتب


يسألوني العسكريين والمواطنين عن توقفي الكتابة عن توقف رواتب الجيش والأمن والحال المأساوي الكارثي الذي تعيشه عدن
واضافوا في اتصالات مكثفة : نتابع مواخراً تركيزك على حالات الموت والتعازي.

اجيب على البعض هو هذا الحال الذي وصلنا إليه تزايد حالات الموت وفقدان الاصدقاء والاحبه بشكل يومي دون توقف. ولم نستطع سباق مجالس العزاء هنا وهناك

يسألوني زملائي العسكريين شي راتب اجيب مافيش ويكررون. طيب متى نموت من الجوع. اقولهم قريباً صبركم والخبر عند شكيب حبيشي. لكن اللافت لم يعد ينزل إلى مكتبه مواخراً مريض. قالوا هذا الذي حكم علينا بالموت جوعاً ندعو الله أن يزيله ومن معه من المتاجرين برواتبنا في الحكومة والانتقالي

طبعاً العسكريين بدون رواتب للشهر الثامن وبعد يومين يدخلون شهرهم التاسع للعلم

في عدن والمحافظات المجاورة الناس أنهكت ولم يعد أمامهم غير انتظار الموت واقفين

لا رواتب ولا كهرباء ومياه ودرجة الحرارة مرتفعة إلى حدها الأقصى والعملة انهارت بل محلات الصرافة مغلقة. والاسعار نار حتى أجرة المواصلات اربعمائه كل خطوة ، الفوضى والبسط والنهب والمخدرات سيدة الموقف .أعلن الزبيدي حالة الطوارئ والتعبئة العامة والناس ولا فاكرين أو جايين بشي يمشون ويفضلون الموت برصاصة طائشة من حياة الجحيم وصراخ اطفالهم في بيوتهم من الجوع والحر الشديد

غدأ عيد ثورة ٢٦ سبتمبر لن اكتب عنه وماذا اقول ضاعت سبتمبر وقد تضيع ثورة ١٤ اكتوبر والاستقلال ٣٠نوفمبر

لاشي تبقي غير الموت المتسارع ، ماذا اكتب غير عن الموت .حتى سقوط بعض مديريات بيحان وتهديد حدود أبين لم يسمح لنا الحال المزري لتناولها بشكل دقيق.

حسناً في عدن لم يتبقى غير الموت المتسارع. رحم الله موتانا وشفى مرضانا