هذا هو حالنا أيها الأحبة !!!

لا أجد الوقت الكافي لأتصفح كل مايرد من أخبار على منصات وسائل التواصل الاجتماعي ، لكنني قد خصيتها بشيء من وقتي لأطلع على أهمها بصورة عاجلة ، غير أن هناك أمرا مرعبا قد استلفتني ليلة أمس إذ تصفحت خبرا بعنوان : " من يقص الشريط أولا " قرأته في عجالة وإذا به يتحدث عن أمين محافظة عدن ووكيل من وكلائها ، اختلفا على من يقص شريط افتتاح مصنع للأكسجين أقامته منظمة كويتية ثم قامت بدعوة مسؤولي محافظة عدن لقص الشريط والاحتفاء بلحظة الافتتاح ، فحضر جمع غفير من المنظمات والجمعيات والشخصيات وكان على رأسهم الأمين العام للمحافظة ووكيل من وكلاء المحافظة ، وبعد أن أعد الكويتيون الشريط وأتوا بالمقص ، هرع الأمين والوكيل معا للظفر بأخذ المقص ثم قص الشريط ، لكن الأمر تحول فجأة إلى الاشتباك بالأيدي بينهما ، وتحول الكويتيون إلى مصلحين ، بعد أن قاموا بفض النزاع ، فكان الصلح أن يعد شريطان ليتمكن الاثنان من القص والوقوف أمام الكامرا كل بمفرده ، غير أن الشجار نشب بينهما مرة أخرى وعاد الاشتباك لجولة أخرى ولكن هذه المرة على من يكون له السبق منهما في قص الشريط ، وتكمن المفارقة في الصورة التي ارتسمت في عقول الحاضرين من الأجانب وقلوبهم !!! أخي القارئ ليس الخلل في مجتمعنا يبدأ من هذه اللحظة التي حصل فيها الاشتباك بين الأمين والوكيل بل هو قديم قدم الآباء والأجداد ، ربما كان من قبل الثورة الأكتوبرية غير أن مانعلمه وكنا فيه شهود عيان هو ماعشناه وشارك الكثير منا فيه ، كان من بعد الثورة إذ ظلت نخبتنا تتقاتل وتتآمر على بعضها وتحمل غيرها من ذئاب الداخل والخارج دم جرائمها ومآسي شعبها  كما فعل أبناء يعقوب ....  فهل من توبة إلى الله واعتذار للتاريخ ، ثم نعود لحوار الإخوة ونحترم بعضنا ونعطي كل ذي حق حقه ويعرف كل منا حجمه ، مالم فإن مزبلة التاريخ تنتظر الجميع وكما فشل السابقون سيخفق الآخرون..