آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-02:20م

أيلول .. هل سيسقط ما تبقى من الجمهورية ؟

الجمعة - 24 سبتمبر 2021 - الساعة 04:39 م

جمال لقم
بقلم: جمال لقم
- ارشيف الكاتب


لاشك أن المملكة العربية السعودية حاولت و بكل السبل إجهاض ثورة سبتمبر التي أعلنت النظام الجمهوري بدلاً من النظام الملكي الذي كان قائما في صنعاء ، و مع ذلك باءت كل محاولاتها بالفشل و لكنها وجدت فرصتها المناسبة بعد حرب النكسة و هزيمة العرب في حزيران (يونيو) عام 1967م ، فحينها كان عبدالناصر و الجيش المصري يعانون من تبعات تلك الهزيمة ، فكانت تلك فرصة مناسبة لضرب الجيش المصري في اليمن و القضاء على النظام الجمهوري الذي أقيم في صنعاء بدعم من المصريين ، لذا سارعت الرياض و بدعم من المنتصرين إسرائيل و الولايات المتحدة الأمريكية بدعم الملكيين و أنصارهم و فرضوا حصارا مطبق عسكرياً و تموينياً و معنوياً على الجمهوريين داخل صنعاء و من كل الجهات ، أستمر ذلك الحصار سبعين يوماً من 28 نوفمبر 1967م و أنتهى في 7 فبراير 1968م ، لكن نهايته لم تكن مرضية بالنسبة للثوار و قيادات الجمهوريين ، فالنظام الجمهوري الوليد كان هجيناً مصبوغاً بخلطة سعودية مشروطة و لعل من أبرز ملامحها ترسيخاً للفساد و الفاسدين و تعزيز نفوذ القبليين و هيمنة القبيلة على القرار ..

   بعد ظهور المعارضة و التحالفات السياسية المعلنة ضد صالح و فعاليات و تظاهرات الحراك الجنوبي و صمود الشباب و المعتصمين ضد النظام في ساحة التغيير بصنعاء أبان ما يسمى بثورة الشباب و مواجهتهم للآلة العسكرية و الإعلامية لصالح ، أدركت السعودية أن لا محالة من سقوط النظام الذي رعته لعشرات السنين ، كما أنها تعي تماماً أن عنفوان الشباب و سعيهم لإقامة نظام جمهوري بعيداً عن خلطاتها ، لذا فقد قررت كبح جماح الشباب و إخماد ثورتهم أو السطو عليها كما حدث للنظام الجمهوري لثوار سبتمبر ، و بنفس الطريقة و الأدوات و الحلفاء أستطاعت فعلا السطور عليها و حرف مسارها على أقل تقدير ..

  مثلما نجحت السعودية في تحقيق أهدافها في المفاوضات و مبادرة إنها الحرب و فك الحصار عن صنعاء (حصار السبعين)  ، كادت السعودية أن تنجح أيضاً تحقيق أهدافها من خلال المبادرة الخليجية الأخيرة الخاصة بثورة الشباب و بدأت فعلياً في تأسيس النظام الجديد وفق خلطتها و ألوان صبغتها السياسية لولا أن صالح خلط الأوراق عليها و غير المعادلة و ( لخبط) خططها بتحالفه مع الحوثيين و الإنقلاب على الشرعية الجديدة  و دعوته لإيران لمساندت تحالفه و الوقوف ضد الرياض و هو الأمر الذي جعل الرياض تعلن الحرب في اليمن لمساندة الشرعية ..

 خلال السبع العجاف من عمر الحرب كانت السعودية أكثر تهاوناً مع الحوثيين و المناطق التي يسيطرون عليها ، و هو الأمر الذي كان أشبه بأنها لم تكن لديها مشكلة معاهم ، فإقتصادياً و إغاثياً كانت البضائع و الوقود تمر بصورة إعتيادية إلى تلك المناطق ، كما أن أكثر من ثلثي الإغاثة لمركز الملك سلمان و المنظمات الدولية تذهب إلى هناك ، و عسكرياً فبعد نشوة الإنتصارات للمقاومة الجنوبية و تحريرها لمناطقها فقد أوقفت السعودية ذلك الزخم على أعتاب ثره و مكيراس و تبعتها إتفاقية الحديده التي حيرت خبراء السياسة و الجيش في أروقات المنظمات الدولية ، كما تم تجميد جبهات أخرى في نهم و الجوف و صعده ، و يقابل ذلك إتجاه معاكس للسياسة السعودية في المناطق الجنوبية و المناطق المحررة الأخرى ، فقد عملت حصار مطبق إقتصادياً و عسكرياً عليها ، فأنخفضت قيمة العملة و توقفت التنمية و زاد الغلاء و توقفت الكهرباء و الموانئ و المطارات ، و كما أنها أشغلت تلك المناطق بحروب و صراعات أهلية و سياسية عبثية لا علاقة لها بالتحرير أو بأهداف الحرب عامة ..

  كانت عدن لها النصيب الأكبر لعبث السياسة السعوديين و حربهم و لا ضير أن قلت مؤامرتهم ، لأكثر من سبعين شهرا و عدن تتعرض لحصار مطبق و وصل الأمر لحرمان غالبية مواطنيها من لقمة العيش و علبة الدواء و شربة ماء هنيه ، و حصاره السبعين شهرا لها يذكرنا بحصار السبعين يوما لصنعاء ، و رغم إختلاف المكان و الزمان الا ان الهدف واحد .. فعدن موطن الثوار و الأحرار و الوطنيين و هذا لم و لن يرضي السعوديين ..

  عدن منهكة من حصارها الإقتصادي و السياسي و المعنوي ، و مأرب تتعرض لحصار و هجوم حوثي من كل الجهات ، فهل يكون سبتمبر (أيلول) ذكرى الثورة موعد لسقوط ما تبقى من الجمهورية .