آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-10:42م

نقاش في باص

الجمعة - 24 سبتمبر 2021 - الساعة 12:00 ص

د. الخضر عبدالله
بقلم: د. الخضر عبدالله
- ارشيف الكاتب


أثناء صعودي على متن (باص) من الشيخ عثمان إلى مدينة التقنية التابعة لمديرية المنصورة ؛وانا جالس على المقعد في الوسط  الذي انتهت مدة صلاحيته بل اظنه كان عصره الغابر قلابا للحجارة استخدمه الصينيون  في سالف الزمان الغابر, كنت في حالة مضنيه لترتيب افكاري التي بعثرتها شدة الاهتزازات التي احدثها الباص اثنا سيره. وخلال الصعود والهبوط من كثرة الحفر على طريق التقنية صعد معنا رجل عليه ملامح الثقافة من ربطة عنق الى شنطة دبلوماسية راقيه. 

وماهي الا لحظات حتى ضاقت عليه ربطة العنق وبدا يشعر بالدوران والاختناق حتى ان حقيبته وقعت منه اكثر من مره فاذا به ينهال على الجهات المختصة في إهمالها لإصلاح الطريق  لعنا وسبا , والباص يمضي بخطواته الواثقة  تزامناً مع التطورات الأخيرة , الذي تعيشها البلاد في ظل الارتفاع المتزايد للأسعار , وبدأ الركاب يناقشون الوضع الداخلي حتى تطور الحديث الى خارج اليمن , في قضايا مشابهه اقتصاديه وسياسيه ودولية واقليمية بكل ثقه وجرأة.

ومن خلال هذا المشهد تشعر  وكأنك تتابع حلقة نقاش في حوار مفتوح, الكل ادلى بدلوه وجاش بماعنده حتى من لايعلم شيئا عن السياسة تلكم , والغريب هنا ان الشعب اليمني تشبع بالسياسة اكثر من غيره من شعوب الارض لربما معايشته لواقعه المميز وهمه الكبير في الخروج من المأزق.

هنا صمت الجميع واذ بصاحبنا الذي توحي ملامحه بثقافة يقول بصوت خافت يحدث نفسه ( كيف تصلح البلد وفيها رئيسين  ) وصمت .

و خيم على الركاب السكون والسكوت وكأن على رأسهم الطير فجأة وإذ بصوت يأتي من أخر مقعد أين الرئيس حقنا؟.. بهذا السؤال تحدث رجل شايب شاب شعره ومضى يقول : الحكومة اليمنية (مقيمة  في الرياض) والمجلس الانتقالي معه السلطة في عدن والأسعار ارتفعت  والريال اليمن منهار وإنعدام الخدمات  “أين السلطة مما يجري اليوم في البلد؟، لا نستطيع تحمل هذ الجنون والإنهيار الذي نعيشه، نحن نموت في عدن ولا أحد يشعر بنا، أين الرئيس هادي؟، هل فعلا مازال حياً؟، ماذا يفعل في السعودية وبلده يمر بهذه الظروف؟، أم أن الرئيس هادي رحل إلى السعودية من أجل تسليم اليمن وتركها للعبث؟. أين الرئيس هادي؟..أين الزبيدي خلاص طفح بنا الكيل لا نقدر نواصل الحياة على هذه الظروف القاسية .انتهى كلام  الشائب .

مع كل هذا النقاش والصعود والهبوط من حفر الطريق وصلت إلى مكان عملي وناولت سائق الباص(200) ريال يمني رد غاضباً : ياعم الحساب (300) ريال طلع سعر البترول خليك البلطجة نظرت إلى الرجل الشايب وقلت كلامك صحيح الناس تموت في عدن .