آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-09:55ص

أفولُ القمر

الجمعة - 24 سبتمبر 2021 - الساعة 09:30 ص

علي ثابت التأمي
بقلم: علي ثابت التأمي
- ارشيف الكاتب


منذ جاءني خبر وفاة الحبيب رائد وأناملي لم تسّطع تخط بكلمة، فكلما فتحت شاشة هاتفي رأيت صور رائد تهطل بغزارة، لقد تعودت أن أرى تلك الصور وخلفها ابداعًا عظيم أو إنجاز معهود لأيقونة الابداع، ولكن الأقدار كانت معاكسة، فقد رفق في صوره طيب الله ثراه فلقد ارتّحل من هذه البسيطة، جلست مصدوما من هول ما رأيت وسمعت، أحقّا أن ملك الابداع ونجم القوافي قد اختفى ولن يعد، احقيقة أن قمر المحبة قد أفل.

نعم هكذا إرادة الله التي لامناص منها؛ حاولت أن أكتب راثيًا فلم أستطع في حينها، ثم تماسكت نفسي وبدأت تخط أناملي كلمات متواضعة بحق من مِلء بقاع أرض الجنوب شرفا بقلمه وقوافيه الحرّه، فاقتبست من شعره الذي كان عنوان الحقيقة في تأبين الشرفاء فلا تستطيع القوافي أن ترثيه إلا قوافيه الفذة، فلسان حالنا يقول بما قلته في الشرفاء الّذين سبقوك إلى حياض الموت.

لك الخلدُ يا قمرًا في سماء العطاء لا يغيب
لك الخلدُ يا راحلًا والقلوب تداري الأسى
والعيون تداري النحيب

هكذا كانت منطوقتك الحرّة تصدح وبين أظلعك قلبا يقطر دمًا على فراقهم.
كذلك هو حالنا بعد أفولك عن هذه البسيطة.

لقد غيّبك الموت واستحضرك الابداع بكامل عنفوانه، سنفتش عن رائد بين أزقة الابداع ومن بين صدى القوافي، بين رماد البروق وفي سماء المجد سيظل رائد يلمع كالذهب.

رحل أستاذي بهدوء وفي نفسي حكايات حب وفخرًا له رغم نوائب الدهر، لقد استحضرت القلوب وملكتها بصفو ذهنك وأسلوبك الفريد التي جعلنا نعشق اللغة العربية ونهيم بحبها، ولكن مايدري المنايا ما الأسى والفراق؟ ما أدرى!

وداعًا أبا وعد إلى جنة العدل إن شاء الله، فالدنيا متوحّشة لا تعرف قدر الشرفاء.

تغمدك الله بواسع رحمته أستاذي الحبيب وأسكنك فسيح جناته.