آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-07:29ص

العقيد الركن حسين الصاهود يسطر عناوين القيم والأصالة في العاصمة عدن

الأربعاء - 22 سبتمبر 2021 - الساعة 11:16 م

ماهر عبدالحكيم الحالمي
بقلم: ماهر عبدالحكيم الحالمي
- ارشيف الكاتب


رغم عدم كتابتي عن ضبّاط قيادات عسكرية سعودية تعمل ضمن قوّة الواجب السعودية في العاصمة عدن بما يتعلق عن أداء عملهم في عدن،  لكن كل شيء ثابت لإعادة صياغة تصورات النظر في أي شخصيه، لتكون لديك رؤية شاملة أو بعض منها عنهم، هو دافع من منطلق عقلي مجرد، فغالبًا ما أشعر أن أنهيار تقييم عمل و أخلاق تلك الشخصيات الناظمة للحياة لدی المجتمع، يدخلهم في حالة من العدمية الشاملة و هي حالة مرهقة تسهم في أهدار أهم سنوات عمرهم في حالة التيه و تنعكس في صورة من العطالة و السخط العبثي ضد كل شيء دون أي نتيجة مثمرة.

لا يوجد ما هو اسوأ من غياب المعنی في حياتنا و تلاشي اليقين بأي شيء، حالة من التيه المفتوح، حيرة عقلية مسدودة و إحساس دائم بعبثية الحياة، كل شيء صح، كل شيء غلط، لا يوجد أي معيارية ضابطة للحياة، انعدام القيمة و فقدان أي روابط شعورية مع الوجود، لقد قضيت وقتًا طويلا في التعامل مع الضبّاط السعوديين مسئولين قوة الواجب السعودية في العاصمة عدن، و كانوا علی الأغلب في حسن تعاملهم مع أي شخص يتواصل بهم، و يتقبلون أي حديث أو نقد يتعلق بجبهات القتال أو الوضع الخدمي في المحافظات المحررة و وضعها السياسي.

العقيد الركن/ حسين الصاهود ابو عبدالله" أحد الضبّاط المسؤولين في قيادة قوّة الواجب السعودية في العاصمة عدن، رّجُل يحرس القيم الكبری للنضال: الحُرّية، الجمهورية اليمنية، الكرامة، وإرادة الناس، و يحترم إرادة الجنوبيين إلی أبعد حدود، و يحترمهم و يحترم تضحياتهم في سبيل قضيتهم الجنوبية، و هو في بلدنا العاصمة عدن، يخدم بلدنا كي تظل القيمة حيّة و الأرض موفورة الشرف و الإنسان كامل الكرامة.

لا أدري لماذا شعرت أن أحترم هذا الرّجُل بشكل مختلف، علی الرغم من تزاحم الشخصيات العسكرية السعودية التي نلتقي بها، هذا الرّجُل ظل محتفظًا بأخلاقة التي تعكس سر حياة الرّجُل، و تجيب عليها مسيرته، بطولة الموقف التضحية بدمه وروحه لأجل بلدنا، التضحية التي أختارها لنفسه ليست سهلة جدًا، و لكن ليس الموت دائمًا نقيض الحياة، أحيانًا كثيرة يكون الموت دليلًا ساطعًا علی قدسية الحياة، يحدث ذلك حين تتعرض فكرة الحياة بذاتها لمهدد يُفقدها قيمتها، في حالة كهذه يكون الموت أنتصارًا لفكرة الحياة تمامًا.

هذا ليس تمجيدًا عاطفيًّا للموت، و تقديس لثقافة الفناء أو استرخاص لقيمة الحياة، فلا أحد يبحث عن الموت لأجل الموت، ولا أحد يفضل هذه النهايات القاسية، لكن العقيد الركن/ حسين الصاهود" في لحظة الدفاع عن حقنا بالعيش وجدارتنا بالحياة، ومن أجل هذا تُعد الشعوب جيوش لها، و اليوم تقدم المملكة العربية السعودية جيوشها لأجل تحرير اليمن شمالًا و جنوبًا من مليشيات الحوثي أدوات إيران التي تسعا جاهدة في تدمير مقومات البلد.

لم يكن العقيد الركن/ حسين الصاهود" رّجُل يتمتع بأخلاق عالية و شجاع فحسب، بل يسعی لتحرير الأرض، لسنوات في عدن كان ولا يزال ضابطًا يقظًا ويقول: هذا دمي قربانًا لـ عدن، كي لا نعيش الغد بوجود منقوص، كي لا يأتي ليل و يقعد شاب يسأل نفسه: ما معنی الحياة، ما جدوا أن أعيش بلا حُرّية.