خلال اليومين الماضيين كنت مشغولاً للغاية ، فقد كنت مشغول بالبحث عن دبة غاز و (بوزة) ماء لمنزلي ، و تعلمون مدى صعوبة المهمتين ، فالغاز شبه معدوم في لودر و إن وجد فأسعاره غالية جداً ، كما أن الحصول على بوزة ماء مشقة أيضاً خصوصاً إذا كنت من أصحاب (الآجل) ، و بما أننا نعيش هذه الأيام و التي مضت في ظلام دامس لتوقف تشغيل الكهرباء فكانت ( هواتفنا ) مغلقة لنفاذ الشحن ، و بما أنني من ساكني الحضن التي تنقطع فيها (الحرارة) في خطوط الإتصالات الأرضية و لفترة طويلة لم أعد أتذكرها ، كل تلك الأمور جعلتني شبه منقطع عن الوسط و الإتصال و التواصل ، و لذلك لم أعلم بزيارة الأخ المحافظ / ابوبكر حسين للودر الا متأخراً ، و من خلال ما نشر عنها في وسائل الإعلام و مواقع التواصل و أيضا من خلال تواصلي ببعض الجهات المعنية ..
زيارة الأخ المحافظ للودر كان توقيتها مناسباً جداً جدا ، خصوصاً للظروف الإستثنائية التي تمر بها لودر و المنطقة على المستوى الحربي العسكري بعد مهاجمة المليشيات الحوثية للمنطقة و سيطرتها على بعض مناطق المديرية ، كما أن الظروف الخدمية و ترديها على كافة المستويات لا تقل شأنا و لا أستثناءاً عن الحرب و الهجوم الحوثي ، و بالرغم من توقيت الزيارة المناسب إلا أن وقتها لم يكن مناسباً بالمرة فرغم تلك الظروف إلا أن وقت الزيارة لم يتعدى الدقائق ..
من خلال متابعتي لزيارة المحافظ للودر أجدها عادية جداً و على عكس ما كتب عنها بعض الزملاء الإعلاميين ، فالمحافظ خلال زيارته أحضر معه طاقمه الإعلامي و الإداري و مدراء عموم مكاتب الوزارات في المحافظة و من أجتمع بهم هم هؤلاء أنفسهم و ممثليهم من مدراء مكاتب الوزارات بالمديرية و جميعهم المحافظ معتاد على اللقاء و الإجتماع و التواصل بهم منذ توليه منصبه ، كما لا أظن أنهم سيحدثون فرقاً ففي ظلهم أزداد تردياً وضع المدينة و المديرية الخدمي ، هذا مالم تحدث مفاجأة أو أن هناك طريقة لدى المحافظ للتغيير .. و للحق يعد الدكتور باعزب إستثناءاً فهو الوحيد الذي دائماً يكون حاضر في المنطقة و في السراء و الضراء ..
عموماً وصل المحافظ لودر و الكهرباء (طافية) و القمامات مكدسة و مياة السيول و الصرف الصحي راكدة في الشوارع و ( الوايتات) مرتصة تنتظر المواطن ( الغلبان) و خط إتصالات الحضن ينتظر تدخل المشرف الحوثي في صنعاء ... و غادر المحافظ لودر و الوضع على ما هو عليه لم يتغير حتى اليوم ..
الحدث الأبرز في الزيارة هو لقاء قائد المقاومة العميد صالح الشاجري و لم أستطع التواصل مع الشاجري لكن اتمنى أن يكون الأخ المحافظ قد طرح على الشاجري سبل دعمه مادياً و معنوياً ، فأحداث الأيام الماضية في البيضاء و شبوه قد أثبتت أن المقاومة الشعبية من أثبتت فاعليتها في مواجهة المليشيات ..
كان الأخ المحافظ ابوبكر حسين دائماً ما يحثنا على أن يكون نقدنا بناء و ليس مناكفة و تلك تحسب له ...
نعلم أن الأخ المحافظ قد قطع فترة نقاهته الصحية بعد رحلة علاج في الخارج و ذلك نظرا للظروف الإستثنائية و لذلك إذا أراد فعلاً ترجمة زيارته للودر و تحويلها إلى زيارة تاريخية ، فالظروف الإستثنائية التي قطعت فترة نقاهته تتطلب منه توجيهه إلى جميع مدراء مكاتب الوزرارت بالمحافظة للإنتقال إلى لودر و العمل منها لفترة شهر او شهرين او اي مدة يحددها ، لكي يعملوا على إنتشال الوضع الخدمي المتردي في المديرية و يعايشون الوضع و يراقبونه عن كثب و أظهار الإهتمام بالمواطن و رعاية مصالحة تعطي دافعاً و حافزاً معنوياً كبيرا للصمود أمام المليشيات و الدفاع عن منطقتهم و عكس ذلك يراه البعض أهمالاً متعمداً و هو ما يثبط من عزيمتهم و يقلل من معنوياتهم .. نتمنى أن يأخذ الأخ المحافظ بهذا الرأي و نتمنى التوفيق للجميع ..
