آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-01:56م

صنعاء التاريخ الأسود منهم ادواته

الأربعاء - 22 سبتمبر 2021 - الساعة 07:27 م

غمدان ابواصبع
بقلم: غمدان ابواصبع
- ارشيف الكاتب


 يوم النكبة هو اليوم الذي رأيته في عيون سكان صنعاء وانا اشاهد اطقم الحوثي تتوجه إلى مبنى القيادة والأركان كان منظر الجنود هزيلا يلف وجوههم الذل وهم يسلمون المبنى المكلفون بحماية دون اطلاق رصاصة واحدة شعرت حينها بحزن شديد رغم كرهي لعلي محسن ذلك الرجل  الذي ظل متربعا على كرسي السلطة بصفته حاكم لا موظف .

ترك على محسن قيادة الفرق وفضل الهروب رغم توليه قيادتها وهي شبه مفرغة من الجنود والسلاح افرغها قائد المنطقة الحاوري وكان طبيعي السقوط المذل الذي للأسف تخيل الكثير أن سقوط الفرقة يعني سقوط على محسن ذلك الرجل الذي كان يحظى بكره شديد من معظم المجتمع اليمني خاصة القوى اليسارية والقومية واحزاب التحالف بقيادة المؤتمر ممن يفتقرون إلى معرفة التاريخ  وكيف تفكر الامامة 

.خاض علي محسن معركة هزيلة أراد أن تكون مبررا لخروجه من اليمن رغم إدراكه أنها معركة خاسرة  فهو لم يكن يريد ان يلحق القشيبي ويقاتل حتى النهاية اختار الفرار كوسيلة للحفاظ على حياته .

بعد خروج علي محسن هاربا من صنعاء أدرك الشارع بما فيهم من كانوا يتمنون هزيمة علي محسن وانا منهم بهول الكارثة خاصة عند عودتي من المستشفى العسكري بعد زيارة ابن أخي الذي أصيب في معركة الدفاع عن مبنى التلفزيون لاجد امامي طقم حوثي يستولي على القيادة دون مقاومة وكان هناك توجيهات بالتسليم عندها توجهت الى  الاستديو حيث كنت على موعد على الهواء مباشرة مع  قناة فرانس 24 لاتحدث عن سيطرة الحوثيين على صنعاء لاقول أن مليشيات الحوثي لم تسقط الفرقة الاولى مدرع وانما سقطت الدولة وإهانة الشرف العسكري لكل جندي يمني ودنست نضالات شهداء سبتمبر.

الحقيقة من اسقط صنعاء هي أحزاب المشترك وأحزاب التحالف الموالية لصالح ظنا منها أنها تقضي على الاخوان وتحجيم دورهم السياسي مكتفين بتعهدات من شخص لا يستطيع تحقيق وعوده ومهمته التمهيد للحوثي لبسط نفوذه لا الحفاظ على استقرار اليمن .

رفض أمين عام التنظيم الناصري التعاون مع الحوثيين وأدرك أنهم وقعوا في خديعة بن عمر مادفعه للامتناع توقيع اتفاقية السلم والشراكة وهي الاتفاقية التي شرعنة انقلاب الحوثي على الدولة  ليبدو بحشد.معارضة سياسية دعاء لها من خلال  مؤتمر صحفي عقد بمقر الأمانة العامة للتنظيم الناصري بصنعاء وحذر من خطر الحوثية ودعاء القوى السياسية اليمن  لتفوق من خديعتها وان بن عمر مهمته التسهيل للحوثي لبسط نفوذه على السلطة ويجب مقاومته 

من الصعب نسيان ذلك اليوم الأسود الذي نسجت خيوطه معظم القوى والأحزاب السياسية دون أن تدري أنها تمهد الطريق لابتلاعها وابتلاع شعب وهدم ما أنجزه مناضلي ثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة.

سيظل يوم النكبة خالد في وجدان اليمنيين وسوف يدون التاريخ  مدى التخاذل الذي ابدته الأحزاب والجيش اتجاه الدفاع عن صنعاء عاصمة الجمهورية التي استطاع ثوار سبتمبر حمايتها رغم تعرضها لحصار قاسي ومرير وخاضوا قتال شرس مكنهم من فك حصارها لتسلم دون مقاومة تذكر وتترك فريسة تحت مبرر قذر مبني على أحقاد سياسية وضغائن ولدت دمار شعب بكامله وتمزيق نسيجة الاجتماعي ودفع ابنائه الكثير من الدماء وفقدوا سيادتهم واستقلالهم وتحولوا إلى أدوات رخيصة يتلاعب بها المجتمع الدولي والاقليمي.

أن تواطؤ القوى السياسية بمختلف مكوناتها  مع  الحوثية وقبولهم بتسليم صنعاء وقبلها عمران وصعدة جعلنا ندفع ثمن باهظ يصعب تجاوزها.

 ولا يمكن أن يتجاهل التاريخ حقيقة تلك القيادات التي تساهلت بإسقاط صنعاء وإن كان بعض تلك القيادات يبحث عن تسجيل مواقف ليغطي  جريمته التاريخية تجاه وطنه لإنهاء لعنة وصابتهم باعتبارهم لعنة يلعنهم الاجيال