آخر تحديث :الثلاثاء-28 مايو 2024-07:45ص

عدن وحروب الرز

الثلاثاء - 21 سبتمبر 2021 - الساعة 10:50 م

علي عبدالله أمعود
بقلم: علي عبدالله أمعود
- ارشيف الكاتب


كل هذه السنين التي مرت بنا ونحن محكومين بحكم الرئيس هادي وأولاده الإنتقاليين، هذا ما تفوه به الرئيس هادي نفسه في أكثر من مناسبة.
وكل هذا الصبر وكل هذا الوجع ونحن نتغافل عن هذه الحقيقة، وكذلك عن ما يلحق بنا من مصائب، ربما لازلنا ننتظر أمل عبثت به السنين، ولكن للرئيس ولأولاده ظن آخر فربما يظنون ان يأتي البحر بتسونامي يغرق المدينة وأهلها الطيبين، ولكن قد يغرق معهم ربما بعض من طولة القوم، أو قد يتحرك الجبل من فوق المدينة ليدكها وأهلها وهذا ظننا وظنهم.

وذلك بعد ان خاب ظننا ولم تصدق برامجهم وتطلعاتهم السياسية والاقتصادية في وطننا أولًا، وفي قيادة بلدنا وفي الداعمين للحرب والسلام لشعبنا ثانيًا.
فهل ننسى كل الظنون وننظر بصدق إلى الواقع المحيط بنا ونعترف بإن قادة الشعوب الخليجية التي تربطنا بهم روابط الأرحام والأعوام كان بالإمكان ان يكون وضعنا أحسن بكثير في ظل سيطرتهم، ولكنه أصبح مع الأسف جحيم وطامة، فقد أصبح الشعب كالطير المذبوح ولكنه لايرقص؛ بل يصمت.

واليوم نقول للأخوة الخليجين الذين توزعوا بين عدو لنا وصاحب وألحقوا الخزي بشراذم من كبار القوم وصغارها، وكبّروا صغار وصغروا كبار.
وملئوا الشوارع بما فاض من معارض من آخر موديلات السيارات الفارهة؛ بات من الواجب علينا نذكرهم بإن الناس في حاجة إلى ماء وكهرباء وطعام.

عدن هذه المدينة التي تئن وتخرج فيها مواكب لمن كان بعضهم في يومًا ما أبطالًا، ولكنهم بعد النعيم صاروا اطفال وتحولت بطولاتهم في عيون الناس إلى أطلال وأصبح لاهم لهم سوى ان يكونوا وحدهم    
أهل وحاشية النضال، وتحولت المدينة إلى صباحيات تأبين وليالي جثامين.

نحن لانكره أحد ولا نحقد على أحد ونتمنى الخير للجميع، ولكن إن لايصير ذلك على حساب الغير.
فمتى نعترف جميعًا أن الوطن للجميع وإن من قدم قربات لهذا الوطن لايجب إن يرى نفسه فوق الناس ومالك الزمان والمكان، ومتى نعترف بإن فاقد الشيء لا يعطيه.
ونتذكر المقولة العدنية عن الرز الهندي والباكستاني.

الصناعات لا تحرر أوطان والشعب الذي تعود ان يكونوا قادته  بسيطين لافرق بينهم وبين العامة؛ لن يقبل إن يسير دائمًا وراء السراب.
ولكنه ينتظر إن ينبت من الجوع وحدهُ يومًا قريبًا له مخالب وأنياب.