آخر تحديث :الإثنين-13 مايو 2024-01:11ص

استراحة محارب

الثلاثاء - 21 سبتمبر 2021 - الساعة 12:25 م

م. محمد نزار
بقلم: م. محمد نزار
- ارشيف الكاتب


هل تدرك إننا انا وانت وغيرنا الكثير في معركة؟، لا تكاد تنتهي جولة لكي تبدأ أخرى، إننا في معركة الحياة أصبحنا محاربين من حيث لا ندري، نصارع غلى الاسعار ومتطلبات الحياة، نصارع متطلبات الوظيفة ومتطلبات الاسرة، نصارع وضع البلد وظروفها الاقتصادية وجميع الأزمات الشخصية، إننا في صراع لتحقيق أحلامنا، للوصول إلى طموحنا، للبقاء بمستوى معيشي محترم فضلا عن تحسين وضعنا، وهناك من هو في صراع فقط للبقاء على قيد الحياة. 
في خضم كل الأحداث التي تدور حولنا، منا من ارهقته الحياة، ومنا من دفن أحلامه في التراب، ومنا من أغلق على امنياته في صندوق اسود واخفاه في وسط احشاءه، ومنا من صارت أكبر امنياته مجرد حياة كريمة، ومنا من لازال يكافح ويناضل للوصول إلى أحلامه. 
اعتقد ان كل انسان امام تحدي، سواء أدرك هذا الأمر ام جهله، وكأني اسمعك تقول لي عزيزي القارئ: نحن أمام تحديات وليس تحدي واحد فقط، اتفق معك، ولكن اريد ان اخد وعيك عزيزي القارئ وانتباهك إلى أمر آخر تماما، إننا امام تحدي لابد أن نكون مدركين له، لأن مجرد الإدراك بهذا الأمر سيجعلك ربما تعيد حساب أشياء كثيرة في الحياة، إننا في تحدي امام إما الرضا بالواقع الذي نعيشه، او المضي قدما نحو تحويل أحلامنا إلى الواقع الذي نعيشه. 
إن الحديث عن تحقيق الأحلام ليس ترف كتاب، وليس مجرد كلام مثقفين، ولكنها ضرورة حياتية لازمة، لأن كل شيء في هذه الحياة يبدأ بحلم، وكل شيء اليوم حولنا كان في يوم من الأيام حلما لأحدهم أصبح حقيقة. 
إن مقالي هذا هو اتصال لمقالي السابق بعنوان
التوازن ضرورة وليس ترف، ولهذا دعني اسألك سؤال عزيزي القارئ، هل انت الان وفي هذه المرحلة من حياتك تعيش أحلامك التي كانت في الامس؟ ام انت تعيش واقعا لم يكن يوما في الحسبان، وربما هو اقرب الى كابوس تنتظر في كل لحظة ان تستفيق منه؟ 
الا تعتقد معي عزيزي القارى، انه حان الوقت الان:
لتأخذ استراحة محارب،
لتعيد حساباتك في الماضي،
لتعرف تحديدا اين انت الان،
لتقرر اين تريد أن تكون في المستقبل،
ان تعيد لنفسك أحلامها التي دفنتها متاعب الحياة وظروف الواقع،
ان نعيد رسم خارطة حياتك،
ان نكون رقما مهما على الأقل في نظر أنفسنا، 
خد استراحة محارب، ورتب اوراق حياتك، اعد رسم حياتك مرة أخرى، ضع أهدافا لك في كل مجالات حياتك، اسعى واجتهد، لأن لكل مجتهد نصيب، انت تستحق ان تعيش بكرامة، إن تعيش بأمان، ان تعيش بحرية، ان تعيش النجاح، ان تعيش بسعادة، ولكن كل هذه الأمور التي تستحقها لابد أن تسعى لتحقيقها ولا تنتظر احد لكي يمنحها لك، امنح نفسك الحب والاهتمام اولا، ثم تستطيع أن تعطيه للعالم حولك. 
عزيزي القارئ ان بصيص من النور خير من العتمة، والشرارة البسيطة يمكن أن تتحول مع الصبر والمثابرة نار عظيمة، تنير حياتك، لكن لو انطفئت هذه الشرارة لا يمكن أن يكون هناك تغيير، ان الفوضى عارمة في كل مكان، في أنفسنا وفي حياتنا وحتى في بلادنا، دورنا ان نحافظ على شرارة انفسنا اولا، والسعي لتحويلها نار عظيمة تحرق الصعاب والتحديات ليتحول المستحيل ممكن والصعب ممكن. 
خد استراحة محارب،
وتذكر أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم،
وتذكر أن الأحلام ليست ما نراها في المنام، إنما الاحلام هي تلك من تمنعنا ان ننام، في سبيل تحقيقها.
---------------------