آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-02:10ص

حوار مع زميل عربي

الثلاثاء - 21 سبتمبر 2021 - الساعة 11:26 ص

غمدان ابواصبع
بقلم: غمدان ابواصبع
- ارشيف الكاتب


قال لي زميل عربي أن بلده تعاني من قلة الخدمات رغم غنائها بالنفط والغاز وان الكهرباء تطفئ اربع ساعات كل يوم في مدينته طرابلس .

وانهم يعانون من صعوبة التنقل بين شرق وغرب ليبيا ما يدفعهم لقطع مسافة أطول بكثير مما كان في الماضي .

سألته هل توقفت رواتبهم قال لا هل تخاف من شراء منزل او من الحواجز الامنية وانت تمر بين مناطق الحكومتين في بلدك قال لا .

هل مرتبك لا يصرف لا بموافقة رئيس حكومة الوفاق او حكومة بن غازي قال لا هل تمنع من ممارستك عملك كموظف وتصنف بالنازح في وطنك قال لا هل تحرم من أي بدلات وحوافز ومكافآت وحقوق لكونك من شرق ليبيا وغربها قال لا. 

.اخبرته اننا نحسدهم فغضب وقال على ماذا على معاناة شعبي وأوجاعه قلت له أننا نصنف خلال ساعة واحدة بخمس تصنيفات شمالي  مرتزق حوثي عفاشي  اننا نعيش أسوأ من الحرب نفسها مشكلتنا لا نخوض حربا من اجل السلطة والثروة والنفوذ وإنما نعاني من حرب تفتيت لا تستهدف النخبة والباحثين عن السلطة وانما تستهدف الشعب اننا ياصديق حروبنا حرب هوية حرب تنال الإنسان وأرضه ومجتمعه في اليمن اننا ليس امامنا خيار لاننا نفتقر الى نخبة وطنية في بلادي نعيش حرب اسمها طائفية مناطقية ومذهبية انها حرب تجاوزت كل مفاهيم الحروب الاممية فنحن لا نستهدف من اجل الثروة وانما من اجل الجغرافي ولا يبحث من يستخدمون الحوثية وغيرها لفرض نفوذ ادواتهم الرخيصة في وطني وإنما يهدفون الى تمزيق هويته الوطنية  اننا ياصديق لا نستطيع التنقل بكل حرية ولا نشعر بالأمان وعند مرورنا بأحد الحواجز الامنية نشعر بالقلق والريبة لأننا معرضون للاعتقال بأي لحظة لمجرد أن صورتك لم تعجب العسكري او لملامحك أو بسبب لوحة سيارتك .

تجد المالية ترفض صرف راتبك رغم أن عمرك الوظيفي أطول بكثير من عمر رئيس الحكومة ويطلب منك توجيه خطي منه وهو عمل يبحث عن وضع عراقيل امام المواطن البسيط دون ضمير او حتى إحساس من رجل كان المفترض أن يشعر بالمسؤولية كيف لمواطن الوصول إليه وهو يقيم في أبراج مشيدة.

.هل في وطنك يمنع الموظف من استلام راتبه إلا بتوجيه من من رئيس حكومة الوفاق او حفتر بالطبع ستقول لا بينما في وطني هذا ماهو حاصل فانت كمواطن لا راتب لك في صنعاء ولا مسموح لك في عدن ما لم يكن لك معرفة قوية برئيس الحكومة إننا يا صديقي نعيش حروب تهدف لبناء وتعزيز الهويات المحلية وتقويتها لتحل محل هويتنا الأم ما يحدث في وطني عميق جدا اكثر مما تتصور فلا اصبح الجنوب جنوب ولا الشمال شمالا في ظل تفشي خطاب مقيت قائم على تعزيز الانقسام على أساس مناطقي ضيق .

حتى حلفاء الحكومة يصعب معرفة قناعاتهم ليقول لي شخص اماراتي يوما أننا لا يهمنا تعود الشرعية او لا ولا يهمني الحوثي والاخوان فل تحرق اليمن بما فيها ما يهمنا هو الحفاظ على امن الخليج الممتد من خليج عدن حتى باب المندب فقد وقعت بلادنا بين حليف حاقد وعدو منتقم من مشاركتنا ضده في حرب الخليج الاولى أنه ياصديق  مازال يعيش القادسية ويريد الانتقام منا لدورنا مستخدما دجال ماهر استطاع خداع جزء كبير من الشعب وجرهم الموت  مصيبتنا أننا مجرد رهائن لضاحية وطهران وغيرها من دول الجوار .

.للاسف هكذا ينظر الينا جيراننا ومع ذلك تجد من أبناء وطني من يجري بعدهم ويبحث عن نيل رضاهم هل عرفت لماذا نحسدكم فقتالكم لم يتجاوز هوية بلدك رغم تنوعها من عرب وبربر وافارقه وطوارق كل تلك الهويات المتعددة لم تشكل خطر على هوية الأرض والجغرافيا ولم يخرج صراعهم على السلطة حتى حلفاء الحكومتين لم تجد فيهم من يغذي النزاع على اساس مناطقي ولا ينشأ مليشيات خارج اطار الدولة ولم يؤجج الصراع على اساس شرق ليبيا وغربها.

هل تعلم ياصديق اننا نعاقب  لمجرد مقال او منشور نعبر فيه عن واقع مرير نعيشه.