آخر تحديث :الثلاثاء-07 مايو 2024-02:59ص

المدن تشعر بالغربة ايضا

الثلاثاء - 21 سبتمبر 2021 - الساعة 09:36 ص

صالح الحنشي
بقلم: صالح الحنشي
- ارشيف الكاتب


يشعر الاشخاص بالغربة عند دخولهم مدن لأول مرة . ويتفاوت هذا الشعور من مدينة لأخرى.

اما لماذا نشعر بهذه الغربة فاعتقد ان وجودك في مكان كل ما فيه مختلف عن الاماكن التي جئت منها. طبيعة هذا البلد. المدينة شوارعها اهتمامات واذواق ناسها. معتقداتهم عاداتهم.

في اول الامر للتخفيف من هذا الشعور تبدا محاولات البحث عن الاحياء والاماكن التي قد تجد فيها ولو قليلا من نكهة او ملامح البيئة التي قدمت منها.

قد لا تكفي .ولكنها تساعدك على تقبل هذا الوضع الجديد الذي وجدت نفسك فيه غريب.

ولأدراكك ان لامجال امامك للتخلص من الشعور بالغربة من كل ما هو حولك الا بالتأقلم مع هذا الواقع والاستعداد لتقبله والتعايش معه.. هذه هي الوسيلة المتاحة للتقرب من هذا الواقع..

المشاعر تغير قوانين المسافات المكانية. ففي لحظات الغضب. والشجار بين شخصين . يرفع المتشاجران اصواتهما وكأنها تفصلهما عن بعض مئات الامتار بين هما قد يكون كل منهما ممسك بالأخر.

يحدث هذا للشعور بابتعادهما عن بعض بسبب غضب كل منهما من الاخر 

والعكس يحدث بين المحبين. فشعورهما باقترابهما من بعض لا يحتاجون في حديثهم الا للهمس وربما النظرات..

المدن ايضا تشعر بالغربة. حين يتزايد فيها عدد الغرباء ويصبح حضورهم طاغي .اما عن كثرة او عن سلطة. من اي نوع 

هنا تبداء المدن بالشعور بالغربة . وتشعر ان هناك من يريد ان يفرض عليها .ما هو غريب عنها.. ولم تعتاده..ومختلف عن طباعها وطباع نمط حياتها .

ولكن يختلف الوضع هنا في ردة الفعل . فردة فعل الاشخاص تجاه مشاعر الغربة 

لا يجدون بد من التأقلم مع ما هو قائم. لانهم لا يستطيعون تغييره ..

اما المدن فان ردة فعلها تجاه غربتها يأخذ طابع الرفض والمواجهة.. ويتدرج هذا الموقف .حين يبدا بمرحلة محاولة ترويض الغرباء. واذا لم تجدي هذه الطريقة تنتقل العملية الى مرحلة جديده .مرحلة المواجهة

وفي هذه المعركة يكون النصر حتما للمدينة . مهما امتلك الطرف الاخر من سبل القوة..