آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-07:55ص

ياشقيقتنا الكبرى ... الحوثي والأخونجي وجهان لعملة واحدة

الإثنين - 20 سبتمبر 2021 - الساعة 05:45 م

نزيه مرياش
بقلم: نزيه مرياش
- ارشيف الكاتب


ماشاهدناه في الأسبوع الماضي في العاصمة الجنوبية - عدن - من أحداث كان عنوانها قبل وقوعها السلمية، وخاتمتها المعروفة لجميع أبناء الجنوب هي إنهاء الفقر ونقص الخدمات، ولكن الذي حدث كان عكس ماتفائل به المواطن الجنوبي في جميع المحافظات الجنوبية، الذي كان يأمل ويتوقع أن تكون مظاهرات سلمية كما عهدناها وورثناها عن أباؤنا الذين ليس فقط أستطاعوا أن ينقشوا مبادئ الحراك السلمي بأحرف من نار ممزوج بالذهب والفضة في قلوب البشر في جميع أنحاء العالم الذين ورثوها مننا وصبغوا بها مظاهراتهم العنيفة لتصبح مظاهرات سلمية شريفة، بل أيضاً جعلوا العالم يتخذ من طُرقنا ومبادئنا وعناويننا السلمية كدروس تُدرس بها أجيالهم في أرقى جامعات العالم لينقش أسم وطننا كالسباق في إرساء سفينة المظاهرات السلمية في جميع شواطىء بحار العالم  . 
ولكن المظاهرات في الأسبوع المنصرم خالفت قواعد ومبادىء مظاهراتنا السلمية المسجلة بإسمنا في ميثاق مجلس الأمن والأمم المتحدة بأسم ( الحراك السلمي )، لتتخلل هذه المظاهرت أيادي خفية لها أغراض وأبعاد سياسية، وهذا ما رأيناه من عنف تغلغل في المظاهرات من أستخدام بعض المتظاهرين لأعيرة نارية وقنابل يدوية وأيضاً قطع الطرقات بإحراق إطارات السيارات عليها وإطلاق هتافات مناطقية الغرض منها إعادة زوبعة المناطقية بين أبناء الوطن الواحد، وما أشعل فتيل ذهولي هو التوقيت التي بدأت به المظاهرات التي أنطلقت بعد غروب الشمس أي ليلاً  .

وماذكرته في الفقرتين السابقتين يعتبر أقل درجه خطورة من التوقيت الواحد والمتزامن الذي نُسق مابين وقوع أحداث عدن وأحداث الهجوم المسلح من قبل المليشيات الحوثية _ الضبع الإيراني _ الذي نتج عنه محاولة إحتلال كلاً من مرخة وبيحان بشبوة وأيضاً المحلحل وبعض مناطق من مكيراس وأيضاً جبل العُر بيافع ، ومن هذا التوقيت المُزمن تتضح لنا الرؤية بأن _ وبحكم أن الحوثي ليس له شعبية قابلية في عدن _ هناك إتفاق من وراء الستار بين الحوثة والإخوانجة لزعزعت الأمن والإستقرار في المحافظات الجنوبية ليكون الطريق قد سُفلت للحوثي الشيعي الأيراني ليحتل أرض الجنوب لنشر المذهب الشيعي في المناطق الجنوبية . فالأخوانجة _ كما عهدهم التاريخ _ لايهمهم سوى أن تستمر مصالحهم حتى ولو ضحوا بالمذهب السني  . فلم يكتفي الإصلاح ليس فقط بتسليم _ وعلى طبق من ماس _ المحافظات الشمالية المحررة مع سلاحها للمخالب الضبع الإيراني _ وسيختمها عاجلاً إم أجلاً بمحافظة مارب _ بل أيضاً يعمل بشتى أنواع الطرق والأساليب الغذرة لزعزعة المحافظات الجنوبية المحررة وتسليمها للحوثي  .

فيا شقيقتنا الكبرى وحلفائها لا تأمنوا الإخوانجة فهم والحوثي وجهان لعملة وأحدة، فأهمالكم وغياب روحكم الإنسانية ووعودكم المنبثقة من عاصفة الأمل للمناطق المحررة الجنوبية، ستكون الشاطىء الذي يعمل عليه الأخوانجة بكافة وسائلهم لإرساء سفينة المذهب الشيعي الإيراني على رمال أرض الجنوب، وتصبح عدن العاصمة السادسة بعد طهران وبيروت ودمشق وبغداد وصنعاء التابعة لدولة إيران الفارسية والتي بها ستضيق الخناق على أعناق مصالحكم السياسية والإقتصادية والإجتماعية والدينية وأخرها الحدودية، وبذلك تستطيع إيران التي قد حققت نبوءتها ( الهلال الشيعي ) وتعمل المستحيل لتوسعة نبوءتها الهلالية الشيعية بإضافة صنعاء _ وقد نجحت _ وأيضاً عدن وبذلك تتحكم بأهم الممرات الدولية مضيق باب المندب  .
 وهذا ( الهلال الشيعي ) مصطلح سياسي أستخدمه الملك الأردني عبدالله الثاني بن حسين للواشنطن بوست أثناء زيارته للولايات المتحدة في أوائل شهر ديسمبر عام 2004، حيث عبر فيه عن تخوفه من وصول حكومة عراقية متعاونة مع إيران إلى السلطة في بغداد تتعاون مع نظام الثورة الإسلامية بطهران و نظام البعث بدمشق، لإنشاء هلال يكون تحت نفوذ الشيعة يمتد إلى لبنان . ورأى في بروز هلال شيعي في المنطقة ما يدعو إلى التفكير الجدي في مستقبل إستقرار المنطقة، ويمكن أن يحمل تغيرات واضحة في خريطة المصالح السياسية والإقتصادية لبعض دول المنطقة  . 
فياتحالف لاتنتظروا إلى حين يُغرس فأس المذهب الشيعي على ناصية المذهب السني وعلى العروبة !!