آخر تحديث :الإثنين-13 مايو 2024-09:35م

حكومة البراهيت في بئر برهوت.

الإثنين - 20 سبتمبر 2021 - الساعة 02:56 م

حربي الصبيحي
بقلم: حربي الصبيحي
- ارشيف الكاتب


وصل الحال عند السواد الاعظم من الناس إلى النقطة الأخيرة من الصبر على فراغ بيت الداء من الغذاء وغيرها من ضروريات الحياة، فاحتجوا وتظاهروا ولهم كل الحق في التعبير عن مطالبهم بالوسائل السلمية فالجوع كافر، وقد  قال الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري رضى الله عنه:"عجبت لمن لا يجد القوت في بيته كيف لا يخرج على الناس شاهراًسيفه" لكننا في ذات الوقت نقف على الضد - تماماً- مع كل من يحاو ل- بطريقةٍ أوبأخرى- حرف مسار هذا الخروج السلمي نحو الإيذاء والإعتداء على رجال الأمن والمواطنين الآمنين وعلى الممتلكات العامه والخاصة .

فكل سكان العاصمة عدن على وتيرةٍ واحدةٍ من ضيق الحال وعسر المآل وجفاف أغلب مصادر العيش الكريم،خاصةً بعد مرور قرابة سبع سنوات من الحرب والحصار والدمار التي أكلت الأخضر واليابس، وأفرغت ميزانية الكثير من الأسر،وأتت على ماعند الغالبية منهم من  مدخرات أو مكنوزات كانوا يحتفظون بها، فقد صرفوها في مواجهة هذه السنين العجاف،وأصبحوا نظاف الأيدي فاقدين الحيلة،لايملكون في الحياة سوى التعاسة والغبن ونفوسهم التي تنفح بين صدورهم كمداً وقهراً .

وفي الحقيقية أن كل من يستغل المظاهرات لكي يؤذي رجل الأمن أو مالك المتجر أوصاحب الأجرةأو المار على سبيل حاله أوالعامل الذاهب إلى مرفق عمله أو الطالب الميمم صوب مدرسته أو المرأة الآمنة التي خرجت للتسوق،يكون بذلك قد جنح عن مساق المظاهرة واقترف جنايةً في حق غيره من البسطاء الذين ليس لهم في ما هو حاصل ضلعاً ولا سبباً، فهم جوعى مثله قد جار عليهم الزمن وتمكَّن منهم الفقر والملق إلى درجة الذُّل والهوان .

فمن يتحمَّل مسئولية ماهو حاصل من تجويع وإفقاروإذلال في عدن وفي سائر مدن وقرى البلاد،هي حكومة الملاهي التي أقسمت اليمين الدستوري على القيام بواجبها الأخلاقي نحو تخفيف معاناة الشعب،وتحسين مستواه المعيشي والخدمي،ثم ذهبت واختفت ولم  يعد لها أثراً على الواقع ولا وجوداً على الخارطة السياسية وكأنما بئر برهوت قد ابتلعها مع الأسف .

فيا أحبتي الغلاباء والمطحونين لا تقنطوا وترقَّبوا ميعاد الخلاص قريباً،فقد سمعنا عن وصول فريق متخصص من إخوتنا العمانيين إلى محافظة المهرة، من أجل البحث عن موقع بئر برهوت الذي حيَّر السابقين واللاحقين،فربما هذا الفريق يجد موقع البئر ويعثر على حكومة البراهيت مختفية في أعماقه، فكونوا على أمل من اقتراب ميعاد الخلاص على يد الفريق العماني !!.