آخر تحديث :الخميس-18 أبريل 2024-08:49م

" تيتي تيتي...مثل ما رحتي جيتي "!!

الإثنين - 20 سبتمبر 2021 - الساعة 12:59 م

د. عبدالكريم الوزان
بقلم: د. عبدالكريم الوزان
- ارشيف الكاتب


حكايتان تحكي قصة هذا المثل الشعبي المتداول في العراق وبعض دول الخليج مثل السعودية  ، ولانجزم بمصداقية  أحدهما . والمقصود به العناء والمشقة دون فائدة ترتجى أو دون تحقيق الهدف ، فيقال مثلا ذهب فلان وهو يمني النفس بنيل مطالبه ومايصبو اليه لكنه عاد بخفي حنين أي عاد أدراجه كما ذهب في المرة الأولى دون أن يحصل على شيء .
الحكاية الأولى تقول : إن نجارا وزوجته التي تدعى ( تيتي) قاما بعمل كرسي ملكي استغرقت صناعته شهورا طويلة وتم إهدائه للملك بمناسبة عيد ميلاده ، وهناك أعجب بهذه الهدية فالتفت الى النجار وهو يربت على كتفه بالقول ( عفرمن...عفرمن ) ، وهي مختصر لكلمة ( عفية )  وأصلها تركيه أي أحسنت ، ثم أدار ظهره وترك النجار الذي أصيب بثورة الاحباط بعد ان كان يتوقع أنه سيُكافأ مكافأة كبيرة ، فعاد لزوجته حزينا ، وكانت تنتظره بلهفة في الباب وتسأله عن ماتلقاه فرد عليها ( تيتي تيتي مثل مارحتي اجيتي ).. وللقصة تتمة .
أما الحكاية الثانية فهي  : " أن دودة صغيرة أسمها (تيتي) كانت تعيش مع أمها ، وحين كبرت (تيتي) قالت لها أمها: يا بنيتي لقد كبرتِ وأصبحتِ قادرة على أن تحصلي على رزقكِ بنفسك ، فأسعي في مناكبها ، وابحثي ولا تعتمدي عليّ بعد اليوم .فما كان من (تيتي) الصغيرة إلا أن أطاعت أمها ؛ فخرجت من البيت باحثة عن الطعام ؛ فوجدت جوزة فدخلت من ثقب فيها وأخذت تأكل مما في داخلها، وبقيت تأكل وتأكل حتى سمنت ،وحين أرادت الخروج من الجوزة لم تستطع لأنها صارت سمينة ، فانتظرت أياما صامَتْ خلالها عن الطعام حتى ضعُفت وعادت كما كانت نحيلة؛ واستطاعت الخروج من الجوزة والعودة إلى أمها ، فقصت (تيتي) ما جرى لها على أمها، فقالت لها : (تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي) ، فذهبت مثلا"(1).  
اليوم ( رباط سالفتنا) حول قيام مسؤولين مرشحين للانتخابات البرلمانية بالقيام بزيارات ميدانية للمواطنين ، وهم بعينهم المسؤولون في الدورات السابقة وحال اعلامهم يقول " واستمع السيد  فلان الى مجموعة من المواطنين لغرض تلبية مطالبهم !!. وآخر لغرض الوقوف على احتياجاتهم !!، وغيره لحل المعضلات التي تعتريهم !!. ومنهم من يقوم بوضع اسمه في بطانيات ونحن في الصيف اللاهب أو في صحن فواكه !!.
( بروح أبوكم )  منذ عام 2003 وحتى الان وانتم تسمعون وتزورون وتتفقدون وتعدون و ( تطيرون فيالة )!! ( وقبض ماكو) ،  والوجوه هي هي و( تيتي تيتي مثل مارحتي جيتي)!!.
أيها السادة المتشبثون بعروش الدنيا وحالها الزائل ،  تفقدوا أولا ضمائركم ، واستمعوا لما آل اليه مصير الحكام والساسة الذين سبقوكم في كل انحاء العالم ممن نقضوا العهود وانقلبوا على أبناء جلدتهم ، وزوروا مقابر الشهداء الذين اوصلوكم لما أنتم عليه ، وعودوا الى بارئكم قبل أن ياتي يوم لاينفع كرسي ولادينار ولا ( سيارة مصفحة) ولاعدة ولاعدد من الرجال والسلاح ،  وتيقنوا أن الناس ليسوا بحاجة لتعبيد طريق أو ( محولة ) كهرباء أو صحن طماطم، علما أن المرشح (ابوالمحولة)  رفض تسليمها لانه لم يستطع ان يحصل سوى على 72 صوتا بالترغيب والترهيب في إحدى المناطق ، وكان قد اشترط حصوله على 100 صوت ، أعود فأقول :إن القوم بحاجة ماسة الى وطن آمن ذي سيادة ، وقوانين عادلة ، ، وحياة حرة كريمة ، واعلموا أن هذا الشعب سيعيدكم -إن كتب الله النجاة لكم - الى ماكنتم عليه فيأخذكم الندم حتى يهمس بعضكم لبعض.. ( تيتي تيتي ..مثل مارحتي اجيتي )!!.

1-  قحطان محمد صالح الهيتي ، تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي ، الحوار المتمدن ، 9-11-2015