آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-09:07ص

الإعلام وأزمة الضمير ..

السبت - 18 سبتمبر 2021 - الساعة 11:55 م

جمال لقم
بقلم: جمال لقم
- ارشيف الكاتب


 كان لي شرف الحضور في يومنا هذا السبت لورشة عمل يقيمها مكتب إعلام محافظة أبين و التي تحمل عنوان ( دور الإعلام في الأزمات .. جائحة كورونا أنموذجاً ) و التي تنظم في م/ لودر و برعاية كريمة من مستشفى البسام و هي واحدة من الورش التي ينظمها مكتب إعلام أبين على طريق تطوير و تأهيل الإعلام و الإعلاميين في المنطقة الوسطى بأبين .. 
 بعد الإفتتاحية لهذه الورشة نوقشة ثلاث أوراق عمل لكل من مايسترو الإعلام الدكتور ياسر باعزب مدير مكتب إعلام المحافظة و كذلك للأستاذ جهاد حفيظ مدير إعلام لودر و الأخيرة للصحفي فهد البرشاء ..

 معلوم أن الأزمات الإنسانية التي تحدث في المجتمعات أنها أما أن تكون بشرية ناتجة عن الحروب و النزاعات و ما يصاحبها من قتل و إعتقالات و تهجير و نزوح و تدهور للمعيشة و الإقتصاد .. و أما أن تكون تلك الأزمات طبيعية ككوارث الزلازل و الفيضانات و التلوث البيئي .. و هنا يتطلب من الإعلام إخلاقياً أن يخرج عن النمط المتعارف عليه في الصحافة كنقل الأخبار بحرفية معارك و نصر و هزيمة و عتاد و تسليح و ضحايا و كذلك في محاولاته الميل لأحد أطراف النزاع و تحريضه على الأخر ، و أن يكون خروجه إلزامياً من ذلك النمط نحو الإعلام و الصحافة الإنسانية و نقله للمعاناة التي يتعرض لها المدنيين في شتئ الجوانب نتيجة لإستمرارية النزاع و الصراع و أن يحاول الإعلامي أن يكون لسان المدنيين أو حتى رسول للسلام ..

 في الورشة و في ورقة العمل المقدمة من قبل الدكتور باعزب كان قد تحدث عن الورش السابقة التي أشرف عليها مع الإعلاميين في المنطقة الوسطى و التي كانت مخصصة لجائحة كورونا في موجتيها الأولى و الثانية و تحدث عن المخرجات التي خرجت بها تلك الورش و التي كانت جيدة إلى حد ما رغم شحة الأمكانيات و كان منها دعم فتح مركز عزل في مستشفى لودر و توفير بعض مستلزماته و حملات النظافة التي تمت آنذاك .. ثم بعد ذلك تحدث في ورقته عن التلوث البيئي و أضراره على إعتباره من الأزمات الطبيعية و على إعتبار أنه أحد الكوادر الإعلامية التي تحاول المساهمة على المستوى الوطني و العربي و على مستوى المنظمات الدولية المهتمة في حل مشكلة ناقلة النفط (صافر) ، فقد أسهب طويلاً في الحديث عنها و عن الأضرار الكبيرة المحتملة حال حدوث أي تسرب منها ..

 أثناء حديث الدكتور باعزب عن ناقلة صافر و فيضانات عدن التي حدثت في فترة سابقة ، حاولت أن ألفت إنتباهه و إنتباه الأخوة الزملاء الإعلاميين إلى تصحر الأراضي الزراعية و إنجراف بعضها بفعل السيول في منطقة بركان و غولها ، و كنت من خلال ذلك أحاول طرح مأساة أهالي بركان على الطاولة ، فبركان المنطقة الوحيدة على مستوى اليمن التي هجر أهآليها للتهجير و النزوح القسري و هم الوحيدون على مستوى الوطن الذين لا يملكون حق الإختيار ما بين النزوح و العودة ، فمنطقتهم من المناطق المشتعلة و منازلهم باتت مهدمة و أطلال يسكنها الحوثيون و الحيوانات و الكلاب الضآلة ، و معلوم أن منطقتهم جبلية تقل فيها التربة و أراضيهم الزراعية أشبه بالمدرجات الزراعية و أغلبها قد تم نقل التربة إليها من أماكن أخرى و عدم وجود السكان في المنطقة و لمدة ست سنوات و أكثر قد عرض تلك الأراضي للتصحر أو الجرف ، كما أنها أراضي زرعت فيها الألغام من قبل الحوثيين ... و لأن أهآلي بركاني لم تنال نصيبها من الأهتمام الإعلامي و إهتمام المنظمات المهتمة أسوة ببقية المناطق كتعز و مأرب ، فأتمنى من زملائي اعطاء حيز و لو يسيرا من أهتماماتهم للأزمة الإنسانية لبركان و نازحيها و نحن الأولى بهم من غيرنا ..

  و في الورشة أيضاً و بعد الإنتهاء من عرض أوراق العمل و فتح الباب للنقاش ، فحين أتيحت لي الفرصة للحديث فقد تحدثت بأيجاز عن الإعلام و أزمة الضمير التي يعانيها منذ بداية الحرب ، و  أن المنطقة الوسطى و إعلامييها لم يكونوا بعيدين عن الإعلام على مستوى الوطن ككل ، و طرحت مثالاً على ذلك فترة الثلاثة الأيام الماضية و أشرت إلى أن الإعلام في المنطقة الوسطى صحافة و نشطاء لم يبتعدوا عن ذلك و كانت موادهم مناكفات سياسية موزعة على أحداث تظاهرات عدن و هجوم الحوثيين على المنطقة .. و لعل أكثر ما ثار أشمئزازي كتابات البعض عن المقاومة في الحازمية و أتهام البعض بخيانتها و تبعيتها السياسية و هدف تلك الكتابات فقط من باب المناكفة السياسية ليس إلا ، فالكل يعلم أن تلك القوات يقودها الشيخ العميد صالح الشاجري الذي عرف عنه سلفيته و جهاده للرافضة و سبق له ذلك أن قاتلهم في عقر دارهم ، كما أن الإنسحابات و المحافظة على أرواح الجنود تحدث من قبل أقوى جيوش العالم حال معرفة القيادة بعدم تكافوء الفرص و الحرب سجال ..

لذلك ففي مثل هكذا ظروف و خاصة عندما يكون الخطر محدق بالجميع ، فعلى الإعلام أن يتناسى خلافاته الجانبية و توحيد الصف لمواجهة ذلك الخطر و لو حتى مؤقتاً و لفترة محدودة تنتهي بنهاية ذلك الخطر ..

  ختاماً و كما قالها من سبقوني يبقى الدكتور ياسر باعزب كالنحلة التي تجوب الأماكن و المناطق لتنتج شهدا طيبا .. كما لا أنسى أن أشكر العميد الخضر الشاجري الذي كان أكثر حرصاً و إهتماماً لتخرج الورشة بمخرجات تهم الصالح العام في المنطقة ، و تحية تقدير و إمتنان لمستشفى البسام و إدارته و لرجل الأعمال بسام عوالق الذي يرعى الورشة من منطلق حرصه و إهتمامه بالمنطقة .. وتحية لكل الزملاء الإعلاميين الذين حضروا و شاركونا الورشة و بالتوفيق للجميع ..