آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-12:20م

معوقات قيام الدولة

السبت - 18 سبتمبر 2021 - الساعة 11:27 ص

عصام مريسي
بقلم: عصام مريسي
- ارشيف الكاتب


بعد حسم حرب الاجتياح التي شنتها قوى الردة والعمالة والتي كانت تهدف إلى استمرار السيطرة على البلاد شمالا واستمرار استحلالها لتراب الجنوب معتبرة نفسها خليفة لنظام صنعاء الذي جثم على أنفاس الجنوبين قرابة العقدين من الزمن  مستفيدة من نظام الشراكة التي أقامتها مع بقايا النظام السابق الذي خلعه الشعب في الشمال وسعى شعب الجنوب لتحلل من التبعية له والانعتاق من سيطرته.

وبالحسم انتظر الجنوبيون الفرج وتباشير إعادة دولتهم التي تلاشت سياسياً واقتصاديا وظلت دولتهم نابضة في قلوبهم ،لكن هيهات هيهات في ظل مثل هذه الظروف وتواجد قوى تسعى إلى عدم قيام الدولة. 

فماهي معوقات قيام دولة تعيد لم شمل المحافظات الجنوبية وترك باب الخيارات مفتوح لكل من يريد أن يعبث بمقدرات الأرض ويحولها إلى ساحة للصراع.

فمن تلك المعوقات الداخلية والخارجية فالمعوقات الداخلية على رأسها عدم وجود قيادة قادرة على لم الصف الجنوبي والسير بالبلاد نحو النهضة والتعمير والتحرير لهذا هناك كثير من القوى الداخلية إما لدوافع شخصية أو حزبية أو مناطقية تحاول الإبقاء على مشروع اليمن الواحد في الوقت الذي فشل مثل هذا المشروع في تحقيق الرفاهية والاتفاق وتوحيد الصف جنوباً وشمالا بل  زاد من هوة الخلاف فمثل هذا المشروع لابد أن يؤجل ويترك كمشروع مستقبلي حسب ظروف الزمان والمكان وحاجة الإنسان فلا تفرض مثل هذه الوحدة القسرية ذات الأهداف الضيقة المسافة ومحدودية تحقيق المصالح المرجوة.

فلابد من تكوين إدارة جديدة واختيار قيادات من خارج  القيادات التي أثبت التاريخ فشلها ومحدودية قدرتها في إنجاز المهام بعيدا عن الحزبية والفئوية المقيتة.

وما زاد الأمر سوءاً أن الحرب وانتفاضة فبراير أفرزت قوى طفيلية لم تكن تملك مشروع وطني وإنما هم فئات حرصت على تغيير مستواها الاجتماعي مستفيدة من قصور عمل الدولة وتلاشي هيبتها حتى تحولت البلاد إلى كعكة يحاول الكثير من الساسة والمتطفلين التهام أكبر نصيب منها وحرب 2015م أضافت إلى الساحة قوى اقليمية ودولية حاولت تستفيد من إبقاء الأوضاع متدهورة بل سعت لتدهور الأوضاع وشق عصا الائتلاف بين كل القوى وتشكيل تحالفات جديدة بين القوى تخدم مصالحها محاولة التواجد أكبر فترة ممكنة وعلى مساحات الوطن وهي في ذلك تحاول إفراغ كل معاني الدولة من محتواها بتشكيل كيانات مدنية وعسكرية مناهضة للدولة وكل ذلك من خلال شراء الولاءات من قبل شخصيات سياسية وعسكرية ودينية وتشكيل تحالفات بين تلك القوى التي كسبت ولاءها  وخرق قاعدة ائتلاف المؤتلف إلى تشكيل تحالفات بين المتضادات في وقت وإذكاء الخلافات بينها في أوقات أخرى حتى تبقى البلد في حال صراع دائم وبؤرة للتوتر المستمر متى شاءت .

وهي في ذلك سحبت كل صلاحيات القيادات السياسية وأصبحت هي المتصرفة في الأمور تديرها حسب مصالحها فأصبح الساسة السياسيون والعسكريون وعلماء الدين وحتى بلاطجة الشارع مجرد أزرار تحركهم كيف تشاء ووقت تشاء.

فكل تلك الظروف إعاقة قيام الدولة واخرت نهضتها وممارستها لمهامها التي يجب أن تؤديها ، والملاحظ أن كل تلك المعوقات سياسية لأن كل مقومات الدولة موجودة  كأرض وانسان ومقومات مادية.