آخر تحديث :الأربعاء-08 مايو 2024-06:09م

عرقلة قضية السنباني!

الجمعة - 17 سبتمبر 2021 - الساعة 06:10 م

عبدالفتاح الحكيمي
بقلم: عبدالفتاح الحكيمي
- ارشيف الكاتب


 

بقلم /عبدالفتاح الحكيمي.

أصابع الإتهام تشير إلى تورط الأنقلابيين الحوثيين بعرقلة سير التقاضي والعدالة في قضية قتل الشهيد عبدالملك السنباني .. وهو المكر الخبيث الذي تنبهت له عائلة الفقيد وقبائله وأصدروا لذلك بيانهم التحذيري مؤخراً من سعي البعض إلى استغلال وتسييس الجريمة وتمييع مجريات العدالة المفترضة وضياع حق الضحية في القصاص العادل من القتلة.
وسوف يغض الحَوَثَة الطرف عن هذه الرسالة التي تفضح أساليبهم في الأبتزاز والمساومة بقضايا غيرهم.
ولأن من عادة الحوثيين الكذب والخداع والتدليس وانتهاز الفرص وافتعال مواقف غريبة انفصامية شاذة حاولوا إظهار وقوفهم الخادع إلى جانب الحق والعدل والتباكي على الضحية لولا أن سخرية القدر تترصد بشاعة أفعالهم القبيحة.   
ففي اليوم الذي تم فيه الكشف عن قتل الشهيد عبدالملك السنباني أقدم الحوثة مباشرة وبدم بارد في وسط العاصمة صنعاء على تصفية الطالب الجامعي خالد ردمان الأرحبي في طريق عودته إلى منزله دون جريرة ارتكبها.. وغرقت جثة الشهيد الجديد بالدم وتشوهت ملامح وجهه جراء رصاص جنود مليشيات الحوثي, ومنعوا إسعاف الضحية, وبعدها بيومين فقط ركب الحوثة موجة التعاطف الشعبي ضد مقتل السنباني في لحج واندسوا في مختلف الفعاليات الجماهيرية بذمار وغيرها لتوظيف الحادثة والهيجان الشعبي لغرس ثقافة الكراهية والتحريض ضد أبناء الجنوب لصالح التعبئة العسكرية والمجهود الحربي في الجبهات, فيما جريمة تصفيتهم للشاب الأرحبي وإهدارهم لدمه البريء لا تزال طرية وتكشف مدى استهانتهم بأرواح الناس واحتقارهم لقيم المواطنة وحق الحياة..
وتحركت شهية الحوثة وفهلوتهم لتضليل الرأي العام ومحاولة حشده لصالحها والتحريض والربط بين ضرورة فتح مطار صنعاء لحماية المسافرين القادمين إلى محافظات الشمال عبر مطار عدن من بطش مليشيات الجنوب, وهم من يسحقون المواطن في الشمال وكرامته دون هوادة بأبشع الوسائل والطرق.
وفجأة أيضاً وفي غفلة اندس عملاء الحوثي في تظاهرات بأمريكا لتمييع مطالبة المتظاهرين المطالبين بالقصاص من قتلة السنباني لتحويلها إلى المطالبة بفتح مطار صنعاء الدولي.. وكأن حياة الناس ستكون بأمان من غدر الحوثة ومكرهم واذاهم إذا تحكموا بإدارة رحلات مطار صنعاء الخارجية.. فماذا هم فاعلون بعيداً عن ذريعة المطار وكم يقتل من المدنيين على أيدي مليشيات صعدة ومران وتنهب أموالهم وأملاكهم بالباطل بكل الخدع والوسائل, ؟ ؟.
يتباكون على ميناء الحديدة والمنشآت الحيوية والأيرادية وهم قبل أسبوع من دمروا ميناء المخا عن بكرة أبيه بالصواريخ الباليستية والطائرات المتفجرة وأحالوا منشآت الميناء وبنيته التحتية وتجهيزاته إلى رماد وخردة ,وحرموا آلاف العمال من أرزاقهم بعد أن فشلوا في توظيف الميناء لتهريب دفعات أسلحة إيرانية عبر باب المندب والبحر الأحمر !! .

* حقيقة مطار صنعاء *

والحقيقة إن مليشيات الحوثي هي التي ترفض فتح مطار صنعاء لرحلات الطيران الخارجية الدولية المباشرة وليست الحكومة الشرعية التي وافقت على ذلك قبل عامين على أساس إدارة مباشرة منها ومشاركة ورقابة دولية, لكن الأنقلابيين يصرون في كل لقاءاتهم بالمبعوث الأممي والوسطاء العمانيين على تشغيل مطار صنعاء وميناء الحديدة تحت إدارتهم وتصرفهم الخاص والتصرف بإيرادته للمجهود الحربي دون إشراف أو رقابة حكومة الشرعية ودون قيود لصالح طيران إيران وسوريا والعراق الشيعية الصديقة واستئناف اتفاقيات اساطيل الرحلات الجوية التي أبرموها مع طهران أواخر عام ٢٠١٤ م ليتصرفوا بذلك كدولة مستقلة وليسوا مجرد حثالة انقلابيين وعصابة مارقة ؟؟.
رفض الحوثيون منذ أشهر عرض الأمم المتحدة والمبعوث الأمريكي ليندركينج بوقف الحرب في عموم اليمن والمضي بعملية سلام شامل وحوار سياسي وطني وتطبيع حياة تدريجي مقابل فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة وباقي ممرات عبور المسافرين والبضائع التي يسيطر عليها الأنقلابيون.

يتباكون بالكذب لفتح مطار صنعاء ويتهمون مليشيات ألأنتقالي وحدها بأرهاب المسافرين ويغلقون منذ سبع سنوات كل الممرات الإنسانية بين حواري ومناطق تعز والطرقات إلى عدن والحديدة وصنعاء والضالع وغيرها.

ركب الحوثة موجة التعاطف الشعبي مع مقتل الشهيد عبدالملك السنباني ليضحكوا على الناس فيما جرائمهم البشعة كل لحظة تهز أركان السموات والأرض والجبال, وتسفك دماء المسلمين الأبرياء ويساقون إلى محارق الموت  بتأثير شهوة الحكم العائلي العنصري والتسلط الاستبدادي الفردي.

* كذب بعيد المدى *

لا توجد للحوثيين نصف كذبة أو نصف مغالطة وتضليلهم على الحقائق أكثر من أن تحصى.. فهل تتذكرون عصابة آل سبيعان المكلفة بتفجير الأوضاع العسكرية في مأرب وكيف حول الأنقلابيون القصة إلى اعتداء على العرض والنساء بعد اكتشاف تورط أفراد العصابة من قبل قوات أمن واستخبارات شرعية مأرب.. ومن بعدها شبكة التجسس والتفجيرات النسائية المكلفة من قبل الحوثة بنقل أجهزة ومعدات تفجير وقتل جرحى الجيش الوطني في المستشفى بمأرب وقيادات عسكرية وقبلية وممارسة الدعارة لاستدراج قيادات .. وعند اكتشاف أمرها وأفشال المخطط الخبيث سارع الحوثيون لتضليل الناس وهتفوا باسم الداعي القبلي للدفاع عن أعراض النساء اللواتي استغلوا هم حاجتهن وظروفهن المعيشية لتنفيذ عمليات قذرة لصالح المشروع الإيراني الفارسي والحكم العائلي البغيض !!.
أليوم بأسوأ ما لديهم يستكملون مسلسل تزييف وعي الناس والاستخفاف بعقولهم لتوظيف واقعة قتل الشهيد عبدالملك السنباني في محافظة لحج واستغلال العواطف البريئة للتحشيد العسكري ضد أبناء الجنوب لمحاولة غزوه.. ويتباكون باسم المرضى في صنعاء ومناطق استعبادهم لفتح المطار, والهدف تمكين السفير الإيراني من السفر والعودة بأمان عبر طيران بلاده بين صنعاء وبيروت ودمشق وبغداد وتدفق بضائع إيران وأسلحتها إلى مرتزقة صعدة بسلاسة !!.
ما يطالب به الحوثيون أن تقوم سلطات الحكومة الشرعية بتسليمهم باقي مؤسسات الدولة كالمطارات والموانئ وليس العكس كما جاء في القرار ٢٢١٦ الذي ألزم الأنقلابيين بتسليم مؤسسات الدولة التي استولوا عليها بقوة السلاح !!.

رفض الحوثيون الإلتزام باتفاقية استوكهولم التي وقعوا عليها مع حكومة الشرعية وقضت بصرف مرتبات موظفي الدولة شهرياً من إيرادات ميناء الحديدة وفتح ممرات تعز أمام المسافرين والإفراج عن المعتقلين , نهبوا مرتبات المرضى الذين يتباكون عليهم اليوم وغداً, ومعظمهم من الموظفين الذين ساءت حالتهم الصحية والمرضية بسبب حصار الحوثيين لهم بفرض الحرب وحرمانهم من أدنى الحقوق المالية.. وكثيرون غادروا للعلاج في الخارج عبر مطار سيؤون.

هؤلاء الذين تسببوا بكل نكبات البلد المعيشية والأمنية والإقتصادية بالرهان على خيار الحرب المستمرة هم من ينبغي أن لا يسمع لهم أو يصدقهم أحد, فهم أبعد المخلوقات الممسوخة عن الإنسانية والأخلاق والضمير.. وكل من يؤازر هؤلاء بوعي قولًا وعملاً فإنه منهم واليهم عليهم غضب الله وسخطه ولعنته إلى يوم الدين !!.

* إستفتاء ضد الحوثيين *

كان استشهاد الشاب عبدالملك السنباني بمثابة استفتاء شعبي عارم على رفض اليمنيين العارم وكراهيتهم للحوثيين, وإذا أراد الأنقلابيون التأكد من صحة ذلك لمعرفة قيمتهم بين الناس فيكفي أن هذا الشاب قتل ظلماً في نقطة الفرشة للأشتباه به فقط إنه قد يكون(حوثي) وليس لانحداره من محافظة شمالية.. فآلاف المسافرين يمرون أسبوعياً من مناطق ونقاط تفتيش جنوبية إلى الشمال دون أن يساءلهم أحد أو يعترض طريقهم وما بحوزتهم رغم وجود مضايقات أخرى , ولا يفيد الحوثيين الأنغماس في الفعاليات الشعبية المنددة بقتل السنباني أو غيره لغسل جرائمهم البشعة فلن يطهرهم إلا التخلص من طغيانهم !!.

مشكلة الحوثي هي المطالبة بفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة تحت إدارة الأنقلابيين  (بدون إشراف ولا رقابة حكومة الشرعية وغيرها) ومشكلة اليمنيين الأصلية مع الحوثيين هو في استمرار حربهم العدوانية المجنونة التي يرفضون توقيفها.
مشكلة الحوثيين تعليق ومنع الرحلات الجوية والبحرية الإيرانية إلى كل من صنعاء والحديدة, ومشكلة اليمنيين مع الحوثيين أنهم عالقون في نفق الحرب وعدوانهم الداخلي الغاشم واختطاف أوضاع اليمن حاضرها ومستقبلها كرهائن لمشروع حكم الاستبداد والتسلط والقهر والظلم العائلي.. ونحو المجهول.

أما جريمة قتل الشهيد عبدالملك السنباني فهي جنائية بحتة وليست انتقاماً من منطقة أو جهة ضد أخرى.. وأكبر ما يعيق سير التقاضي وسلاسته هو دس الحوثيين انوفهم فيها وكأنهم يريدون تأكيد أن الضحية من طينتهم, عدا إن مماطلة المجلس ألأنتقالي في تقديم المتورطين من جنوده في القتل إلى القضاء يتماهى مع أهداف الحوثيين في استغلال الواقعة للتعبئة والتحريض والكراهية بين أبناء الشعب الواحد وقد تتسبب عدم جدية الأنتقاليين بمظالم كبيرة  وفتنة لا حصر لها.
وإذا كانت قيادة مجلس ألأنتقالي بمماحكاتها في جريمة واضحة كالشمس ترفض الاستجابة للجنة تحقيق محافظ لحج المحسوب على الشرعية فعليها تسليم الجناة الأصليين في نقطة الفرشة وقيادة اللواء التاسع صاعقة للعدالة والنيابة في عدن التي اكتفت بتحربر مذكرات استدعاء  مع عرقلة واضحة لجهودها المخلصة في القضية !!.