آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-11:58م

اليمنيون واليمن المفقود !

الخميس - 16 سبتمبر 2021 - الساعة 10:04 م

عبدالواسع الفاتكي
بقلم: عبدالواسع الفاتكي
- ارشيف الكاتب


 

تتزاحم في أذهان اليمنيين أسئلة كثيرة ، ما الذي بقي لديهم من شعور الانتماء لليمن ؟ وهل مازالت صورة الوطن ، التي ارتسمت في أذهانهم حين كانوا صغارا هي ذاتها عندما كبروا ؟!

لم يعد الوطن بالنسبة لهم ، غير أرض لا يجدون فيها وقاية من شرور الطبيعة  ، كالحر والبرد ، أو شرور البشر ، في طفولتهم كان الوطن لديهم أغنية رددتها أمهاتهم ؛  ليناموا على فراش وثير ، في بيت كبير تقطن فيه المحبة ، ويغمره الوئام ، غير أن  معاني الوطن الجميلة تبددت ، وصوره الذهنية المثالية تبدلت ؛ ليتحول لحيز من أربعة جدران ، يلقى فيه اليمنيون  من الإهانة والظلم والاستبداد  والفقر والجهل والمرض ، ما تنوء بحمله الجبال ، على أيدي من انتظروا منهم الرعاية والحماية ، أضحى اليمن كنزا ، يتعاقب على سرقته اللصوص ، وعقارا يباع ويشترى بالتقسيط المريح ، أصبحت هوية اليمنيين الوطنية بطاقات شخصية ، تحمل شعار وطن ، ليس له وجود سوى في قصور وأرصدة النهابة النهاشة ، الذين إن اتفقوا سرقونا ، وإن اختلفوا اقتتلوا بنا ، ما جعل اليمنيين في نضال دائم؛ وكفاح أدوم ، دافعين ثمن فساد وفشل وصراع نخب ، تقتات بقاءها من دم وألم وجوع اليمنيين ، وثمن تدخلات خارجية  ، جعلت اليمنيين أدوات تدمر وطنهم وتمزق نسيجهم الاجتماعي ،  طال ليل لليمنيين ، سيكتب الله بمشيئته تعالى فرجا قريبا ، وسيأتي بصبح مبين .

#عبدالواسع_الفاتكي