آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-11:46ص

كم من المهارات تملك ؟

الخميس - 16 سبتمبر 2021 - الساعة 06:00 م

د. غازي الحيدري
بقلم: د. غازي الحيدري
- ارشيف الكاتب


لن يكون عنوان هذا المقال مستفزاً بقدر ماهو مهمٌ وضروريٌ لكل من تقع عيناه عليه.
إذ قد يترتب على هذا السؤال أحياناً فرص عمل تنقل الواحد منا من وضع لآخر ومن حال الى حال.ٍ لم يكن يتوقعه ، بل قد يرتقي بذلك الى مراتب يصل بها الى عليين .

وكي لانذهب بعيدًا عن مغزى المقال، دعوني لأهمس بالسؤال مرة أخرى بمزيد من التحديد .. هل تستطيع نشر معارفك وخبراتك  لغيرك؟ وإلى أي مستوى من الإجادة والتمكن وصلت؟
ومادامت الإجابة قد لاحت وبرزت لديك الآن ولو بشكل بسيط، فسأترك لك الفرصة للتفكير بعمق بعد إكمال قراءة المقال كي تتفقد مهاراتك، والوقوف أمامها بجدية ونية لمعرفة مستوى كل مهارة لتتعهدها بالتجديد والتحديث والتطوير .

وخذ من أخيك قبل ذلك هذا القول:
إن صاحب المهارات المتعددة لاشك بأنه هو الأكثر إنجازاً بيننا، *إذ بالمهارات تزداد الإنجازات لا بالمعلومات*، وتأمل في هذه الجملة إن شئت مرات ومرات.. واستحضر من شئت من أصحاب الإنجازات الكبيرة والمتعددة كي ترى السرّ كامناً هناك .

ويكفيني هنا بأن تنتقل معي بحواسك وإحساسك لندرك سوياً بأنه لايكفي أن يكون الواحد منا متعلمًا أو عالمًا أو ماهراً ومنكفئاً على ذاته ـ بل العبرة في نقل ذلك العلم أو الخبرة أو المهارة للغير ، العبرة في التعليم وفي التدريس، في تدريب الآخرين والتطوير لكل من حوله، حيث هناك  الأثر الأكبر والأجر الأوفر  .
ولافائدة أيها القارئ الكريم من علمي وعلمك إن لم نكن نمتلك المهارة اللازمة لنشره، ولا فائدة من مهنتي ومهنتك إن لم تكن لدينا الوسائل المتعددة لنقلها والأساليب المتنوعة لعرضها .

ومن هنا أستطيع القول: إنه كلما تعددت مهاراتك زادت مساحة إنجازاتك، واتسعت دوائر عطاياك، وعظمت آثارك، وبرزت مخرجات بصماتك؛ وهناك فقط ينمو حجمك، ويثقل وزنك، ويعلو شأنك.

فهلا تنبهنا لذلك ونهجنا أفضل المسالك، منطلقين من الأصل، ومواكبين للعصر، لاكتساب الجديد من المهارات من أجل النماء، وتوسيع دائرةالعطاء، دون إغفال اصطحاب النوايا الصادقة ـ بالطبع ـ لنيل الفضل من رب السماء، نأمل ذلك.. 
وإلى جديد لقاء.

              د. غازي الحيدري