آخر تحديث :الأربعاء-17 أبريل 2024-02:05ص

لو كان المجلس الانتقالي الجنوبي يسيطر على كامل المحافظات الجنوبية، كان يُفهم معنى "حالة الطوارئ

الأربعاء - 15 سبتمبر 2021 - الساعة 11:38 م

نشوان العثماني
بقلم: نشوان العثماني
- ارشيف الكاتب


لو كان المجلس الانتقالي الجنوبي يسيطر على كامل المحافظات الجنوبية، كان يُفهم معنى "حالة الطوارئ على امتداد كل محافظات الجنوب"، لكنه في ظل الوضع الراهن يكون قد اتخذ خطوة غير مرشدة بنظر المجتمع الدولي، ربما.

لم تتغير المعادلة منذ آخر جولة صراع مع القوات الحكومية، إذ بقي الانتقالي بسيطرة فعلية على الأرض في عدن ولحج والضالع وأجزاء من أبين. وحين اتخذ قرار "الإدارة الذاتية"، أبريل/نيسان 2020، تراجع عنه بعيد أشهر وكسب – معززًا حينها بالسيطرة الأمنية على كبرى المدن الجنوبية – تفاوضات أدخلته حكومة المناصفة بخمس حقائب، ولم نشهد أن بقية الحقائب الجنوبية تدعمه في توجهاته إذ بقيت تمثل مكوناتها/أحزابها.

الآن لربما يهدف الانتقالي للمناورة مجددًا نحو دخول المجلس في الوفد التفاوضي الذي سيمثل الجانب الحكومي أمام الحوثيين، إذ يشكو تغييب هذا البند الذي كان ضمن اتفاق الرياض 2019 وينص على مشاركة المجلس في وفد الحكومة لمشاورات الحل السياسي النهائي، كما يشكو من عدم الالتفات الجاد دوليًا نحو القضية الجنوبية وفق تطلعات دون سقف.

ربما يكسب تقدمًا مع اللغة المشجعة للمبعوث الجديد المنفتح على استيعاب قضية الجنوب (في الإطار الفيدرالي)، إلا أن هذا يصطدم بالتباينات التي بدأت تظهر بين الرياض وأبو ظبي. ويقيم كثيرون الموقف السعودي في اتجاه آخر من الطموحات الجنوبية؛ إذ بات الوضع في عدن يزداد سوءًا عن سوء أمام مرأى ومسمع. كما بات الانتقالي نفسه يواجه انتقادات من الداخل الجنوبي نفسه عن كثير من أدائه السياسي وأخطاء وقصور تشكيلاته الأمنية.

فما الذي سيحدث تباعًا ولاحقًا؟

المهم الآن هو الملف الاقتصادي والخدمات الأساسية، وهي ورقة تلعب بها، وستظل تفعل، عديد أطراف هنا وهناك، ولن يتحمل تبعاتها كالعادة غير المواطنين الذي يحاولون رؤية القادم والتكهن بشكله ولونه فتعصرهم بطون خاوية وتخنقهم حموضة الجو وأدخنة الإطارات وتبادل الاتهامات، ويظل كابوس الخبز والريال والبنزين مخيمًا كشبح يرقص على أنغام غير موزونة تعزفها روبوتات مختلة البرمجة في الجوار المتخم.

نغادر عبر الزمن إلى القرون الأربعة الأولى؟

أم ننكع إلى كوكب زحل لننعش اكتشاف حلقاته الغامضة؟

أم نحاول اكتشاف مملكة الجبل الأصفر؟

أم نذهب إلى مولانا عبادي في تكيته الشهيرة بجبل إليوشع؟

أم نبحث عن صديقنا حمادي في مدغشقر ولاوس وتشيلي وأماكن محتملة؟

أم نظل نناضل هنا ونحفر جدارًا يفاجئنا كل مرة أنه ثقب أسود؟

سأرى ذلك في اجتماع كوني قادم خارج درب التبانة. سأحمل ملف الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والقرن المجاور.